المؤلف هو شخص مبدع يتحلَّى بموهبة استحداث أشياء وأفكار جديدة تتمثَّل في الكتب والقصائد والقصص والروايات والأفلام والمسلسلات ممَّا يُعطيه حقوق ملكية وطباعة وقيل إذا أردت أن تكتب جيداً اقرأ كثيراً، هذا ما قالوه عن كيفية إتقان الكتابة، فكن قارئًا قبل أن تكون كاتباً.
في الآونة الأخيرة ظهر الكثير من الناس فجأة صغاراً وكباراً وأطلقوا على أنفسهم مسمى الكاتب والكاتبة والإعلامي والإعلامية وذلك بإصدارات عديدة وكتب من دار نشر واحد فقط ;كل العرب من هذا الدار (أحتفظ باسمه)، وأجزم أنه يبيع الأفكار والعناوين ولكن لا يستطيع أن يبيع الإحساس فكل ما عليك هو أن تدفع لهذا الدار وهو يقوم باللازم من بحث وكتابة وطبع ونشر وتستلم يا عزيزي الكتب وأنت في منزلك.
أليس ذلك غريباً، هناك من فضلوا الاعتماد على غيرهم فاتخذوا لأنفسهم دوبليرات، فالكل يبحث عن الشهرة بواسطة دوبلير يكتب للآخرين بحثاً عن المال، فنحن في زمن يمكن للوضع المالي والاجتماعي أن يشتري الكثير من الأشياء وأيضاً يوجد في المجتمع من يقوم بإعداد البحوث والرسائل الجامعية والكتب والقصائد حسب المواصفات والمقاييس المطلوبة بمقابل مادي من يدفع مالاً أكثر يحصل على كتب أكثر أو قصائد أو بحوث أو رسالة دكتوراه.
أتحدى أنا أن البعض لم يمسك بالقلم من أجل تأليف كتاب أو قصيدة أو قصة ولا يوجد لديهم أي نشاط ثقافي أوأدبي ولم يمارس الكتابة وفجأة أصبح لهم في مجال الأدب والثقافة والصحافة شأن يذكر، طبعاً بواسطة الدوبلير.
أن أمثال هؤلاء سريعاً سينكشفون ولو تحدثوا في حفل تدشين أو من على منبر ثقافي، سيرفعون المنصوب ويجرون المرفوع ويرفعون المجرور، وإذا ألقوا الشعر كسروا أوزانه وخاطره، وسوف تجد من يصفق لهم لأن الحضور من الطبقة نفسها، أو مجاملة ، ولو تكاثر أمثال هؤلاء فإن الكتاب والشعراء الحقيقين قد ينسحبون إلى الزوايا تاركين المنابر الثقافية ومعارض الكتب للمتردية والنطيحة.
أقول هذا الكلام وأنا أعلم علم اليقين عن كتب صدرت لبعض الكتاب واحتفت بها وسائل الإعلام وطبل لها المطبلون وذلك بواسطة الدوبلير بعد أن قبض الثمن نحن أمام مأساة ثقافية انتهكت فيها القيم العلمية والأدبية بالبيع والشراء، أعيدوا للقلم قيمته فمنصة الكتابة أشرف من الكذب، الكتابة والقلم شرف عظيم ، ومنصة الكتابة لا يعتليها إلا من يملك حقاً أدواتها.
للتواصل مع الكاتب sweetyman_1@