
﷽
في اليوم الوطني المجيد للمملكة العربية السعودية، والذي يصادف الأول من الميزان، الثالث والعشرون من شهر سبتمبر من كل عام، نتذكر جميعاً ما قام به الملك المؤسس الباني، الملك عبد العزيز طيب الله ثراه.
وفي اليوم الوطني أل (93) للوطن الغالي: أطرح فكرة تدور في ذهني منذ عدة أعوام، وترددت في طرحها، ولكني في هذا العام 2023م، استجمعت أمري وقررت أطرح الفكرة لعلها تلقى قبولاً، وتدرج من قبل المختصين والمعنيين لتنفيذها وإخراجها بالصورة الملائمة لها.
يوجد في كل أمة رجال تفخر بهم أممهم يستلهمون منهم العطاء ويستكملون بهم المسيرة، ويقومون بتمجيدهم والفخر بمنجزاتهم على مدى الأزمان والدهور، ويخصصون عطلاً وطنية لتذكير الأجيال الحاضرة والمستقبلة بما صنعه لهم هؤلاء الرجال الأفذاذ.
فتجد الأتراك يفخرون بأرطغرل، وبالقائد عثمان، ومحمد الفاتح وسليمان القانوني، وكمال أتاتورك. وتجد الهنود يفخرون بالمهاتما غاندي وجواهر لال نهرو وجودا أكبر، والباكستانيون بمحمد على جناح والشاعر محمد إقبال… وغيرهم، فالأمثلة كثيرة، وفي أعيادهم يمجدون قادتهم ويرسخون محبتهم في نفوس أبنائهم. وأنجزوا لهم الأفلام الضخمة والمسلسلات الطويلة الملحمية التي تٌعرض على القنوات الفضائية ويتابعها الملايين حول العالم.
ونحن في المملكة العربية السعودية لدينا قائد عظيم جداً اسمه الملك عبد العزيز الذي صنع (معجزة فوق الرمال)، وأسس دولة قوية منذ عام 1319هـ (عندما فتح الرياض في 5 شوال 1319هـ، الموافق 15 يناير 1902م)، وقام بعمل بطولي قل نظيره بتأسيس وتوحيد المملكة العربية السعودية، وقاد بنفسه مسيرة البناء والتطوير على مدى أكثر من خمسين عاماً بمصاحبة ثلة مباركة من الرجال الأفذاذ.
ثم قام من بعده أبناؤه البررة الميادين وتولوا زمام القيادة نحو معارج التطور والرقي حتى هذا العهد الزاهر، عهد سلمان الحزم والعزم حفظه الله وأطال في عمره، ورؤية سمو ولي العهد الأمين (رؤية المملكة 2030) التي انطلقت عام 2016م، فانتقلت المملكة بهذه الرؤية الطموحة وببرامجها النوعية وغير المسبوقة، نحو دول العالم الأول، وليس ببعيد أن تكون المملكة ضمن أقوى وأفضل عشرة دول على مستوى العالم، وكل المؤشرات تدل دلالة واضحة وأكيدة بأن المملكة تسير بقدم راسخة لتحقيق ذلك، بل وربما تجاوز ذلك إن شاء الله.
أقول إن دول العالم التي تفخر ببناة أممهم وبقادتها يمجدونهم بشتى الوسائل والطرق والأساليب: المرئية والمسموعة والمكتوبة والوسائط المتعددة وأخيراً استثمار جميع وسائط وبرامج التواصل الاجتماعي.
ونحن لدينا في المملكة العربية السعودية قصة إعجازية وملحمة تاريخية قادها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه، فلماذا لا ننتج (عمل فني ضخم) لإبراز ما قام به جلالته في بناء وتأسيس المملكة العربية السعودية حتى يرى أبناؤنا مفاخر ومآثر أجدادهم، وأن ما ينعمون به من أمن ورخاء وازدهار بعد فضل الله تعالى يعود إليه وإلى رجاله الأشاوس الأبطال الذين سطروا بأحرف من نور على صفحات التاريخ هذا العمل الجليل.
لماذا لا نقوم بإنتاج أفلام عالمية ومسلسلات تاريخية ملحمية (أقوى وأضخم من المسلسلات والأفلام التاريخية التركية والهندية) لتسليط الضوء بقوة على جهود الملك عبد العزيز في تأسيس وتوحيد هذا الوطن الغالي، ونحشد كل الموارد اللازمة لنجاح هذا العمل الملحمي البطولي وتعرضه للعالم أجمع ولنحكي لهم قصة بطولة وإنجاز وإعجاز في هذا العصر.
ثم ننطلق من قصة الملك عبد العزيز باتجاهين: الأول: نحو الماضي وعبق التاريخ: لنسلط الضوء على تاريخ تأسيس الدولة السعودية، ونعرّف الأجيال برسوخ هذه الدولة وقدمها وعمقها عبر التاريخ، فنتناول الدولة السعودية الأولى (22 فبراير 1727م) والدولة السعودية الثانية والدولة السعودية الثالثة التي نعيش أيامها الزاهرة والزاخرة بالإنجازات الباهرة.
والثاني: نحو المستقبل القريب (منجزات رؤية المملكة 2030)، والبعيد (رؤية 2040 ورؤية 2050) مستلهمين رؤية عرابها الشاب الطموح، صاحب القول والفعل سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه.
أجزم وبكل تأكيد أن المملكة العربية السعودية ستكون لها ريادة بين دول العالم وستحظى – بإذن الله تعالى – بمكان الصدارة خلال السنوات القادمة، وبالتالي تحتاج إلى القوة الناعمة بكل مشتملاتها والتي من أهمها الأعمال الفنية (المسرحية والتمثيلية والمقاطع الفيلمية والغنائية والموسيقية والرسم والمجسمات والمنحوتات) لتكون أدواتها في تسليط الضوء بقوة وكثافة على كل تلك الأعمال والإنجازات في ماضينا التليد وحاضرنا الزاهي ومستقبلنا المشرق بحول الله وقوته.
إنني أدعو من خلال مقالتي هذه جميع الجهات المعنية والمختصة وعلى رأسها هيئة الترفيه التي يقودها مهندسها البارع معالي المستشار تركي آل الشيخ لتبني الفكرة التي طرحتها ولدراستها من خلال لجنة مختصة عالية الكفاءة والمستوى حتى تتحول الفكرة إلى مشروع عمل منجز مثلما يحب ذلك سيدي ولي العهد، وبالله التوفيق.