أرى أنّه من اللائق والأنسب والأجمل أيضًا أن تكون هناك ثمة مرونة وتسهيلات تصطحب بعض الإجراءات والأنظمة التي لها علاقة بالتعاملات والحياة اليومية.
روى لي أخ وصديق عزيز قصة مُحزنة حدثت لهم قبل أيام قلائل دفعني الأمر بعد سماعها للكتابة عنها لعلّ في نشر تلك المعضلة يُوضع لها حلّا ويُنصب لها تنسيقًا بين إدارة الهلال الأحمر وبين إدارة شؤون إكرام الموتى.
روى الصديق العزيز قائلًا :
تُوفّيت خالته شقيقة والدته قبل أيام قلائل في بيتها بالمدينة المنورة بعد صراع مع المرض ، وعندما شعر أبناؤها يومًا أنّها في حالة حرجة جدًا تستدعي نقلها إلى المستشفى اتصلوا بالهلال الأحمر ، وفعلاً حضرت سيارة الإسعاف مشكورة ، وعند مُعاينة رجال الإسعاف المريضة اتّضح لهم أنّ رُوحها فاضت إلى بارئها ، واعتذروا من نقلها إلى المستشفى وقالوا أنّ مهمّة نقلها الآن بعد موتها ليس من اختصاصهم ، بل اختصاص ومسؤولية جهة أخرى ، وهي إدارة شؤون إكرام الموتى هي المُخوّل لها نقل الموتى ، وانصرفوا متأسّفين.
فقام أبناء الميّتة بالإتصال بشؤون الموتى وأخبروهم بالوضع فردّ عليهم المسؤول وأبدى أسفه أيضًا من حضور سيارة نقل الموتى إلّا بعد إحضارهم تقريرًا من المستشفى يُثبت وفاتها.
انتابت أهل الميّت الحيرة في الأمر ، اتصلوا بعدد من المستشفيات الخاصة للإستعانة بسيارة إسعاف لنقلها لأي مستشفى فاعتذروا بحجّة النظام لا يسمح لسيارة الإسعاف بنقل الميّت.
ازداد الأمر حيرة وتعقيدًا لدى أهل المْتوفّية وازدادوا حُزنًا وألمًا فوق حزنهم وألمهم لم يكن أمامهم حلًا للأمر إلّا انّهم قاموا بأنفسهم بنقل جثّة والدتهم ووضعها في بطّانية ( ملاية ) وإنزالها من الدور الثالث ونقلها في سيارة خاصة إلى المستشفى.
انتهت القصة …..
السؤال الذي يطرح نفسه هُنا لماذا لا يتم التنسيق بين الإدارتين : الهلال الأحمر وشؤون إكرام الموتى ، عندما يتأكّد رجال الهلال بوفاة الشخص يتم من خلالهم ومباشرة التواصل مع رجال إكرام الموتى حالًا لنقل الجثّة وهذا التواصل هو بمثابة التقرير الذي تُطالب به شؤون الموتى من أهل الميّت لنقله.
نرجو تكرّمًا من المسؤولين عن هذين القطاعين مراجعة هذا الوضع ووضع الحلول المناسبة لهذه المعضلة إشفاقًا ورحمة بالميّت وأهله في قادم الأيام.
كمًا نرجو أن تطال يد التطور والتحديث لهذين المرفقين وخاصة الهلال الأحمر السعودي وأن تتناسب خدماته ومستوى المُسعفين المرافقين في عرباته مع مستوى ما تشهده المملكة من تقنية وتطور رفيع غير مسبوق.
وأؤكد هنا بأنّ هذا الأمر لا يُقلّل من جهود رجال الهلال الأحمر ورجال شؤون إكرام الموتى وبذلهم وتضحياتهم الواضحة للعيان والتي أسأل الله أن يجازيهم فيما يقومون به خيرًا.
حفظ الله بلادنا وقادتنا وأدام علينا أمننا وأماننا إنه سميع مجيب.
للتواصل مع الكاتب ٠٥٠٥٣٠١٧١٢

