منذ بداية الحروب الصليبية وحملاتها المتتالية ضد الإسلام والشعوب المسلمة لإسقاط الكثير من المقومات والمبادئ التي يتميز بها المسلمون من ثوابت متينة مستمدة من القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وفي الترابط المجتمعي.
لكل الشعوب الإسلامية، والميزة التي تفتقدها الدول الأوروبية بجميع طوائفها، أصبح التفكير السائد في مناهجهم كيفية النيل وإضعاف الأمة الإسلامية بوضع خطط وتدابير مكثفة وخبيثة تساعد على تفرقه صفوف المسلمين.
الحملات التي سَعَوْا إليها كانت بلغة السلاح في العصور التي مضت؛ هدفهم الأساسي إشاعة الفتن لإثارة القتال وخلخلت الأمة عن طريق تجنيد أشخاص ونشرهم بين المجتمعات الإسلامية عبر الحملات العسكرية التي قادها المسيحيون.
والأوروبيون ضد الأمة الإسلامية في الشرق الأوسط. كانت هناك تحالفات وتفاعلات معقدة بين مختلف الأطراف، بما في ذلك بعض الشخصيات التي تعاونت مع الغرب بسبب تقديم المغريات لهم من أجل تنفيذ أوامرهم.
داخل شعوبهم لهدم البنية التحتية فقامت عدة حروب عسكرية منظمة للسيطرة على بعض الدول الإسلامية وانتهاك الحقوق والثروات واستبداد الشعوب تحت وطأة الاستعمار وإذلالهم، لكنها قوبلت بمقاومةٍ اردعتها وأفشلت خططهم وأعادتهم إلى قواعدهم.
فخابت آمالهم، وأدركوا أن لغة السلاح لا تنفع لإسقاط الأمة الإسلامية، ومع ذلك استمروا في إيجاد بدائل: حروب بطريقة جديدة مستحدثة أقوى من السلاح تهدف إلى نفس الغرض، لإشعال الفتن والتدمير داخل الشعوب.
فكان الغزو الفكري يستهدف عقول أفراد المجتمع بتظليل الحقائق وطمسها ونشر أفكار ملوثة عن الحريات الشخصية والديمقراطية الكاذبة، وزرعها في المجتمعات الإسلامية بهدف ضرب الشعوب بعضها ببعض بنشر الأكاذيب والتدليس والاتهامات المفبركة.
وما نشاهده عبر قنوات التواصل الاجتماعي هو تصدير الحروب الفكرية من قبل الحملات الصليبية وزرع أفكارهم العبثية لتدمير المجتمعات الإسلامية، لكن هناك الكثير من أصحاب الوعي والفكر السليم في الدول الإسلامية الذين تصدوا لكل حملاتهم.
الترويجية من جميع الدول، وأوقفوا تلك الحملات وألحَقُوا بهم الخسائر المعنوية التي جعلتهم يتخبطون أكثر“ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ” مهما كان الخلاف بين المسلمين يبقى الإسلام الدين الصحيح الوحيد لتوحيد صفوفهم وقوتهم.
في عصرنا الحاضر نواجه حروبًا مزدوجة بين السلاح والغزو الفكري يهدفان إلى النيل من الإسلام والمسلمين، ولكن وحدة الأمة أردعت كل الإمكانيات والسبل للوصول إلى مبتغاهم، فالإسلام باقٍ إلى نهاية البشرية.
للتواصل مع الكاتبة k.sm30@hotmail.com


