صدقوني… كذّابون
-لنكن واقعيين، فحلُّ أيِّ مشكلةٍ لا يبدأ إلا بالاعتراف بوجودها أولًا والحقيقة المُرَّة أن نسبةً كبيرة من الناس كذّابون، إلا من رحم ربي أولئك القِلَّة الذين صدقوا مع ربهم، وصدقوا مع أنفسهم وخلقه، يعلمون يقينًا أن الدنيا لو كانت تساوي عند الله جناح بعوضة، ما سقا كافرًا منها جرعة ماء.
-أعود إلى صلب حديثي؛ فالكذب اليوم صار عادةً عند كثيرين فمن لم يكذب على نفسه، كذب في مجالس الرجال، يستغلُّ أصغر مناسبةٍ ليُجَمِّل نفسه، ويأتي بشاعرٍ يمدحه بما ليس فيه ومن لم يكذب-ومن سَلِم من هذا، كذب في السعي وراء المناصب الكبيرة، ولو وُجد من هو خيرٌ منه في مجالس الرجال، كذب في جمع المال دون أن يسأل: أهو حلالٌ أم حرام؟ ومن لم دٍ ميكذب في هذه، كذب في الإعلام والعلاقات العامة، وفي حبِّ الظهور وجمع المال بكل وسيلةٍ ممكنة.
-وكلُّ واحدا من هؤلاء يجد لنفسه مبرِّرًا، ما دام “شويره” – شيطانه – يُزيِّن له سوء عمله فمتى يدرك هذا الأمعَة أن الدنيا قصيرة، وأن الحساب آتٍ لا محالة؟
-في الدنيا، سيُحاسَب بعضهم من لجان الفساد، وإن نجا من حساب البشر، فلن ينجو من حساب المجتمع في آخر عمره بالاحتقار وعدم التقدير وإن نجا من كليهما، فهناك حساب ربِّ العزة والجلال، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم. والله أعلم.
وقفة.
مطلَّقة أفشت أسرار زوجها، تحدّث الناس عنه بما فيه وما ليس فيه، تتخذ من وسائل التواصل منبرًا تُنصِف فيه نفسها ظنًّا منها أن هذه المنصّات محاكم عدلٍ تُعيد الحقوق وتُنصف المظلومين.
يا هذه، ما دمتِ قد نزعتِ كرامتكِ أمام الملأ، وخلعتِ برقع الحياء بيدك، فمَن ذا الذي سيقف إلى جانبك؟ من طلب النُّصرة بفضيحةٍ، خسر حقَّه واحترامه قبل أن يسمع الناس قضيته.
للتواصل مع الكاتب 0505300081


