عِشْنا على أمل لعلّنا نجد تجاوبًا كريماً من سعادة رئيسة جامعة طيبة الدكتورة نوال الرشيد بعد نشر المقال الذي حَمَل عنوان :
رسالة مع التحية لسعادة رئيسة جامعة طيبة والمؤرّخ في : 9 / 9 / 1447هـ – 1 / 9 / 2520م كُنّا فعلا ننتظر أن نجد تعليقا أو توضيحا أو حتى بُشرى من سعادتها بعد نشر المقال تشرح لنا فيه عن وضع المستشفى الجامعي المتعثّر من سنوات .. على الأقل نعرف ويعرف المواطن أسباب امتداد تعثّر هذا المرفأ الطبي الهام بعد أن بدأ به العمل وطال انتظار اكتماله ، تعوّدنا ذلك من كثير من المسؤولين في الإفصاح والتوضيح والتعليق بعد نشر مقال يتعلق بأمر من أمور إداراتهم وقطاعاتهم لا أعلم هل سعادة الدكتورة أتيحت لها فرصة الاطلاع على المقال ؟ علمًا أنّه نُشر في صحيفة الكترونية واطّلع عليه الكثير.
الحقيقة كُنّا وما زلنا ( وأُكرّر مازلنا ) على أمل كبير أن تحظى جامعة طيبة في عهد رئيسة الجامعة الدكتورة نوال الرشيد تطوّرًا ملحُوظًا ، وتفتح لهذا الصرح العلمي آفاقًا جديدة ، وتُميط عن مشاريع الجامعة المتعثّرة كل العقبات ، لاسيما أنّها قادمة من العاصمة الرياض تلك المدينة الحالمة التي تشهد تقدّما وحراكًا غير مسبوق في هذا العهد الميمون في كافة المجالات كما هو حال في كافة مدن المملكة ، وأكيد أنّ الدكتورة تأثّرت بذلك التطور فضلا أنّ سعادتها قادمة أيضًا من أرقى جامعات المملكة
نحن على أمل ومازلنا ننتظر أن يتحقّق ذلك بإذن الله تعالى.
سعادة رئيسة الجامعة : نحن على يقين أنّ سعادتكم جاءت لتحقّق ما تتطلّع إليه قيادة هذا الوطن حفظها الله من وَهجٍ وتطورٍ يليق بسمعة هذه الجامعة العريقة وترتقي بها إلى مكانة وشرف وعُلُو المدينة التي تحتضنها .. على ساكنها أفضل الصلاة والسلام.
كذلك نُدرك أنّ سعادتكم تبذل جُهودا كبيرة وقد تكون هناك ظروف وعقبات صعبة خارجة عن إرادتكم لا نعلمها تُعيق تحقيق بعض هذه التطلعات.
لكن هذا لا يُعفي سعادة الدكتورة من محاولة إزالة العقبة التي تُعيق مشروع حيوي كبير بحجم وأهمية المستشفى الجامعي التعليمي ومقرّات تليق بأعضاء هيئة التدريس بكلية طب الجامعة حتى لو أدّى بها ذلك إلى التواصل مع أعلى وأرفع المستويات والقيادات في الدولة ، لأنّنا على يقين بأنّ قيادتنا أحرص من الجميع بإنهاء مثل هذا المشروع التعليمي الحيوى الهام لمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
علمًا أنّ جميع جامعات المملكة التي تتجاوز العشرات حتى التى أنشئت بعد جامعة طيبة تمتلك مستشفيات جامعية .. إلّا جامعة طيبة وهذا ما يُثير حفيظتنا.
قد يسأل البعض لماذا هذا الإهتمام من كاتب السُّطور ، وشُرُوعه في كتابة أكثر من مقال عن هذا الموضوع ؟؟ الإجابة لأنّ مُخرجات كلية الطب لها علاقة مباشرة بصحّة الإنسان وأعتقد أنّ الصحّة أغلى ما يملكه المرء .. والإنسان أغلى ثروة يملكها الوطن .. فكيف يكون مستوى التعليم الصحّي ومخرجاته من الطلاب والطالبات في كلية طب خالية من مستشفى تعليمي يتعلّم ويتدرب فيه هؤلاء بكفاءة عالية وتحت أنظار أساتذتهم .. هذا أولًا.
أما ثانيًا فهو كثرة ما وصلني من بعض منسوبي الكلية وكثير من طلابها وطالباتها عن المأساة التي يعيشونها في كنف هذه الكلية من ضيق في المقرّات والقاعات وشُح في الأدوات والأجهزة والخدمات ناهيك عن ما يُعانيه الطلاب والطالبات أثناء تدريبهم العملي وتنقلاتهم في مستشفيات وزارة الصحة وهذا فيما أعتقد يُشكل صعوبة على أساتذتهم الإشراف المباشر عليهم ، كما أنّ البعض يرى بعض مستشفيات الصحّة غير مؤهلة للقيام بأدوار ومهام المستشفيات التعليمية المتخصّصة.
في حال لم تتمكّن الجامعة والجهات المعنية من تذليل الصعوبات والعقبات التي تُعيق إكتمال وإنهاء مشروع انتظرناه قُرابة العقدين فلا يبقى لدينا الآن أمل نتشبّثُ ونتعلّقُ به في إنهاء هذه المُعضلة المُزمنة واكمال هذا المشروع إلّا الله سبحانه وتعالى .. ثم القيادة العُليا لهذا الكيان الكبير : خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله وسدّد على طريق الخير خُطاهما وأمير المنطقة الأمير سلمان بن سلطان وفّقه الله ليكونوا طوق نجاة وقارب إنقاذ لهذا المشروع المُتعثّر الغَرِيْق.


