تتردد على أ سماعنا كثير من الكلمات بين أفراد المجتمع عن معرفتهم بطباع بعضهم البعض ، وفي الحقيقة لا أحد يعرف الأخر حق المعرفة حتى بعض الأمهات اليوم أو ربما اغلبهن لا يعرفن أسباب سلوكيات أبنائهن مع أنهن ربين أبنائهن في أحشائهن تسعة أشهر إلى أن أصبحوا أطفال ثم مراهقين ثم شباب وشابات لعدة عوام ، ورغم كل هذا يستعصي على أغلبهن معرفة أبنائهن.
ونجد البعض من الأبناء لا يعرفون أنفسهم أو ما ينفعهم او يضرهم فمثلا : تأتي الأم أو الأخت ببعض المواقف وتقول أنا أعرف إبني حق المعرفة ، والاخت تقول أنا اعرف أخي تماما كما يحصل في موضوع الخطبة و الزواج.
والحقيقة نحن لانعرف بعضنا حق المعرفة ، ولم نعرف أبناءنا بسبب تحديث منهجية التربية وإستبدالها من آداب إسلامية وأعراف وعادات وتقاليد إلى مصادر غربية إتخذتها أجيالنا مرجع ومصدر أساسي لبناء شخصياتهم وقدوة لحياتهم بعيداً عن تربية الأهالي.
وعليه فان الأمهات موهومات بمقولتهن أنا أعرف إبني / إبنتي ، لأن الجيل الحديث أصبح يقتدي بنسبة كبيرة في سلوكياتهم بشخصيات المشاهير بالسوشل ميديا ولعبوا بأفكارهم وغيروا مبادئهم التي جاهد الوالدين غرسها في أبنائهم بمشقة وتعب منذو نعومة أظافرهم.
وعلى صعيد المجتمع عامة نجد بعض الشخصيات تحكم على فلان أو فلانه ( بصفة متبلد مثلا أو متعصب أو غير مثقف أو غير خلوق … الخ ) والواقع انهم لم يعيشوا معه إلا دقايق أو ساعة من الزمن ثم صدر الحكم عليه لمجرد أنهم أحسوا بذلك فقط.
فمن غير المعقول والمنطق أن نحكم على أي شخصية عاشت عشرات الأعوام ومرت بمختلف المواقف ، الإيجابي منها والسلبي ولديها العديد من الخبرات ومراحل تعليم لعدة سنوات ، ونحكم عليهم بموقف لا يتعدى ساعة واحدة من الزمن.
والأصل في هذا الأمر كله أن الحكم لله وحده خالقنا فقط وليس للبشر لأن خالقنا وحده جلا جلاله يعلم النوايا وما تخفي الصدور، أما البشر فلهم الظاهر فقط ، وربما الظاهر يكون نتيجة حالة وقتية معينة أو ظرف طارئ كان سبب لتصرفهم هذا وليس نمط او سلوك دائم للشخص الذي حكمنا عليه.
جميل جدا أن يعرف كل إنسان دوره في الحياة وحدوده مع الأخرين وان لا يضع نفسه حاكم أو قاضي على الناس وهفواتهم ومحامي لأخطائه وزلاته.
هناك مقولة جميلة رآقت لي تقول (( إن لم تعرفني فأكرمني بحسن ظنك بي ))
للتواصل مع الكاتبة @khateerym


