العقول أرزاق.
-يا قوم، ارفقوا بالعقول قبل أن تكلّ. نطأ رحاب جامعة كاوست في رابغ، فنشهد ذرى التجارب العلمية العالمية، ونقف على ما بلغه العقل البشري من دقة وإبداع.
-ثم نمضي في الغد إلى محاضرة في علوم الفلك للدكتور عبدالحفيظ، فتتّسع المدارك، ويعلو النظر من ضيق الأرض إلى سعة السماء.
-ونحضر كل خميس مجلس علم عند الأستاذ فريد ميمني في الفقه الإسلامي والسيرة النبوية، حيث تُصاغ القيم وتُهذّب النفوس ثم إذا أصبحنا، فتحت لنا الشاشات على مشهد لمشهور في وسائل التواصل، يحدّثنا بإسهاب عن كيفية التهام صحن كبدة، ويُقدَّم ذلك في ثوب سبق معرفي أو إنجاز يُحتفى به! أو مطلقة تحتفي بطلاقها، أو خالعة زوجها تستعرض (بكيكة سميت كيكة الخلع)، أو معزب يصور ضيفه وهو يأكل.
-فأي مفارقة هذه؟ وأي ميزان اختل حتى غدا الضجيج يُقدَّم على العلم، والتفاهة تُزاحم المعرفة، ويُقاس الوعي بعدد المشاهدات لا بعمق الأثر؟ إنها ليست أزمة محتوى فحسب، بل أزمة ذائقة، حين يُصفَّق لما يُضحك سريعًا، ويُغفل ما يبني العقل والإنسان.
وقفة.
بعض الندوات والمحاضرات التي تقيمها بعض الجمعيات الثقافية والتاريخية شبه الرسمية أو الرسمية، يكشف الحضور والجلوس فيها حجم الخلل وسوء التنظيم؛ إذ يصبح التقدم فيها عبئًا، والتأخر ميزة، حتى غدت كصفوف صلاة النساء: آخرها خيرٌ من أولها.
للتواصل مع الكاتب 0505300081


