
مَن مِنّا لا يبحث عن السعادة وراحة البال، من منّا لا يتمنّى أن يعيش براحةٍ وطمأنينة مبتعداً عن كلّ مصدر قد يعكّر حياته وأيامه، فبالراحة ننعم بحياةٍ جميلة هادئة، وبعدم الراحة تصيبنا الكآبة والكسل وتتوقّف حياتنا، ولايخفى على الجميع رضا الإنسان عن نفسه وعن ما يفعله وإيمانه بالله تعالى، ورضا المولى عز وجل ورضا الوالدين واتباع الطريق الصحيح من اهم الطرق المؤدية الى راحة البال.
إذاً الإنسان في هذه الحياة الدنيا يمر بكثيرٍ مِن الابتلاءات والمحن في النفس أو الأهل أو المال أو غير ذلك، والدنيا لا تصفو لمخلوقٍ دون كدرٍ أو تعبٍ، وفي خِضَم أحداث الحياة المتلاحقة، يبحث المرء عن راحة البال وصلاح الحال وطيب النفس. ولكن من كثرة التعب ومرارة الحياة التي عشناها وخاصة كبير السن والمتقاعد تراه يبحث عن راحة البال ومشاكل الحال والعيال وخاصة إذا كبروا وتحملوا المسؤولية وأنت مطمئن عليهم، أصبحت أنت من تريد الإستكنان والهدوء فتبدأ تبحث عن السفر والمكان الهادئ الذي يريح بالك. فلذلك نحتاج للوحدة في كثير من الأحيان ولكن ننتبه السعادة و الراحة لا تكونان باعتزال الناس أبداً.
إذاً راحة البال نعمة كبيرة تمهد للإنسان حياته وتجعله يخطط لمستقبله بدون أي ضغوطات عليه لايمانه بأنه ” لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا”، وان الله لن يقدر لنا الخير وأى شئ غير ذلك هو اختبار من المولى عز وجل وسيأتى يوما وتنفرج كل الكرب، عند ذلك يشعر الإنسان براحة البال.
وإن تسأل أحد عن راحة البال فالكل يتمناها ومن منا لا يتمنى العيش داخلها، ومن منا لا يريد ان يشعر بالطمانينة ومن منا لا يريد ان يبعد عن كل مصدر قلق وخوف وتوتر.
راحة البال في ذكر اللَّه: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾
راحة البال والطمأنينة والهدوء والسكينة أسمي المعاني التي يمكن أن يصل لها الإنسان في حياته، ودائمًا ما يعيش الإنسان يبحث عنها في جميع نواحي الحياة المختلفة، فالابتعاد عن مصادر القلق التي تعكر صفو الحياة هو الغاية لدى عدد كبير من الناس في الحياة، فراحة البال تؤدي إلى حياة هادئة مليئة بالإطمئنان النفسي.
وأخيراً للتأقلم في حياتك أن تيعش واقعك ولا تعيش في المثاليات فأنت تريد من الناس ما لا تستطيعه فكن عادلاً، فمصادقة نفسك وراحة بالك هي حديقتك فتنزه فيها بين الحين والأخر لا تنظر إلى الدنيا بنظارة سوداء، فأنت الذي تلون حياتك، ولكن ” بالرضا “تجد بإذن الله تعالى تمام المتعة وتمام السعادة وأن تحب السعادة للآخرين، اللهم نسألك سكون النفس وطمأنينة القلب و راحة البال وجميل الستر وكمال العافية وحسن الخاتمه.
همسة.
دع المقادير تجري في أعنتها
ولا تبيتن إلا خالي البال
ما بين غمضة عين وانتباهتها
يغير الله من حال إلى حال
للتواصل مع الكاتب monshiaa@gmail.co