
الحزن هو شعور سيئ يفقد صاحبه كل معاني الحياة، ويجعل منه إنساناً منغرساً في الحزن والألم لا يقوى على فعل شيء، فأقول إن كل كائن على وجه هذه الأرض يعرف المعنى الحقيقي للألم، لأن الحياة دون ألم مستحيلة، لن تسعد مالم تتألم وإن تريد أن تتعلم فلابد أن تتألم، ولن تشعر بنعمة الصحة مالم تعرف الألم، لن تكون صافي الروح والنفس مالم تمر عليك لحظة تشعر فيها بأن الألم يكاد يمزق حياتك، فأقول، قد يمر على المرء لحظات يشعر فيها بأن كل أحزان العالم يحملها على صدره ويشعر بثقلها، وفي تلك اللحظات يشعر وكأنه أنشل عقله على التفكير في أشياء تخفف عنه لعظمة ما يشعر به وفجأة يجد نفسه يتوقف عن التفكير، فيما يراه من تقلبات الحياة وأكثرها عندما تكون صادمة ومن أشخاص كنت تحسن الظن فيهم؟ إذاً عن تجربة، فلن يعرف أحدًا كمية مشاعرك تجاهها سواك، قد تكون أشياء محسوسة ذات قيمة عادية بالنسبة لغيرك لكن أثرها على نفسك وتعلقك الشديد بالتفكير فيها. ولله الحمد فمازال هناك الخير والألفة بين البشر، فقط توقف قليلًا عن العبوس وستلاحظ الكثير من المواقف اليومية التي تطمئنك بأن محبة الناس لبعضهم تعزز من شفاء نظرتنا للحياة بعين اليأس.
ولتبعد الحزن والمشاكل التى تحتويك وتساعدك وبأن الحياة حلوة فقط.. تذكر هناك من يحتاج حبيبًا صادقاً ، وهناك من يحتاج محبة أولاده ليتغلب على كدر العيش وكدر الحياة، هناك صديق دائم الحاجة لحب صديقه ورفيق دربه، هناك شخص مهمش يرغب أن تمد له يد العون والحب في نفس الوقت، وكل هذه الاحتياجات فطرة بشرية لابد أن تعترف بها، لكي لاتدخل في الألم النفسي. وأخيراً للقارئ لك ناصحاً ولتسعد بإذن الله تعالى ولكي تستمر بحياة طبعية أقول: لستَ وحدك المهموم.
فلا يقدر الله شيئا إلا لحكمة قد تغيب عنك، ولابد أن تؤمن بأن جالب النفع ودافع الضر هو الله، فلا تتعلق إلا به، وما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك فهذا يقيناً وإن تريد أن تريح قلبك اعرف حقيقة الدنيا بأن فيها الأمل والألم تسترح. وخاصة عندما تحسن الظن بالله، لأن اختيار الله لك خير من اختيارك لنفسك،وأن تؤمن بأن كلما اشتدت المحنة قرُب الفرج بإذن الله تعالى، واهم شي لا تفكر فى كيفية الفرج فإن الله إذا أراد شيئا هيأ له أسبابه بشكل لا يخطر على بال مخلوق فقط ثق بالله ولا تدع الدعاء.
أتهزأ بالدعاء وتزدريه
وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطي ولكن
لها أمد وللأمد انقضاء
نعم قد يتأخر ولكن الله يحققه لك في وقت وأنت في أمس الحاجة لها فقل الحمد لله على كل حال وأخيراً إعلم بأن الدنيا للجميع والأخرة للمطيع، فلا داعي للقلق والتعمق في التفكير، وكما قيل يلي خلق ربيّع مايضّيع.
همسة.
ولا تحسَبنَّ الحُزنَ يَبقَى فإنَّهُ شِهابُ حَرقٍ، واقدٌ ثُمَّ خامدُ
ستألَفُ فِقدانَ الَّذي قدْ فقدتَهُ كإلْفِكَ وِجْدان الَّذي أنتَ وَاجِدُ
علَى أنَّه لابُدَّ مِن لذْع لَوعةٍتَهبُّ أحايينا كَما هَبَّ رَاقدُ
ومَن لَم يَزَل يَرعَى الشَّدائدَ فِكرهُ عَلى مَهلٍ هَانت عَليهِ الشَّدائدُ
للتواصل مع الكاتب monshiaa@gmail.co