![د. عبدالرحيم الحدادي د. عبدالرحيم الحدادي](http://alkifahnews.com/wp-content/uploads/2021/04/0log.png)
بقلم – الدكتور حميد الأحمدي – المدينة المنورة
التغافل خُلُق كريم يعمل على استمرار المودة ويؤدي إلى الاستمتاع بالحياة، فهو فن لا يتقنه إلا الأذكياء .
يقول الإمام أحمد بن حنبل: ” تسعة أعشار حُسن الخلق في التغافل ” . ويقول الإمام ابن حزم رحمه الله:” التغافلُ فَهمٌ للحقيقة وإضرابٌ عن الطيش واستعمالٌ للحِلم وتسكينٌ للمكروه؛ فلذلك حُمِدتْ حالةُ التغافل وذُمَّتِ الغفلة ” .
ولكي نستمتع بحياتنا لابد من تفعيل خاصية التغافل لأننا نقابل في حياتنا اليومية أنواعاً من الناس بمختلف ثقافاتهم وفكرهم، وفهمهم للأمور، وهذا الاختلاف قد يؤدي إلى حدوث تباين في فهم الأمور، فينتج عنه سوء فهم، وبالتالي سوء معاملة، مما يُؤدي إلى حدوث مشكلات تكون نتيجته القطيعة، .
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ, فَيُعْرِضُ هَذَا، ويُعْرِضُ هَذَا، وخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
فعلينا بالتغافل حتى تسير الحياة. يقول الشاعر بشار بن برد:
إذا كنت في كل الأمور معاتباً * صديقك لم تلقَ الذي تعاتبه .
فعش واحداً أو صل أخاك فإنه * مفارق ذنب تارة ومجانبه .
بالتغافل نعيش حياة هادئة بعيدة عن الشحناء والتفسيرات والظنون المظنية، فانشغل بما ينفعك ويفيدك ولا تشتغل بتفسير كلام الناس وتحليل مواقف الآخرين، ماذا يقصد؟
بالتغافل تحلو الحياة .