الكفاح نيوز – حوار – نزهة الإدريسي – المملكة المغربية
الفن هو رساله أخلاقية إنسانية تهم المجتمع وليس وسيلة فقط للفرجة وتمضية الوقت. لكنه اليوم يعرف ازمة حقيقية ابتعدت به عن الطريق الصحيح انعكست بشكل واضح على سلوكيات بعض أفراد المجتمع الذين افتتنوا با بطال البلطجة و المشاهد الصادمة لكن الفن ابى الا ان يبقى صامدا ضد كل هذه الظواهر الغريبة بفضل رجال مخلصين لرسالته التربوية و الإنسانية. صادقي العطاء رغم كل الظروف المعاكسة .
من ” شارع الصحافة ” و ما تضمنت دروبه من مظاهر وحالات إنسانية وأحداث تاريخية و وطنية، الى ” جبروت رجل ” ثم ” الطريق الى الموت ” أعمال اخلصت للرسالة الفنية وساهم بها النجم والمخرج – إيهاب طلعت في الرقي بالفن والحفاظ على رسالته الخالدة معركة قضاها ويتابعها ضيفنا بكل جسارة وإصرار انتصارا لقيم الفن ورسالته النبيلة في تقويم المجتمع والرقي بأخلاقه و إلى الحوار .
- فى البداية حدثنا عن أهمية الفن فى بناء المجتمع؟
**ساهم الفن في خلق جو اجتماعي إيجابي يسوده الترابط والتآلف وكانت فرصة سانحة لعقد علاقات جديدة وتوطيد روابط المحبة والثقة بين أفراد المجتمع سواء أكانوا مشاركين فاعلين في هذه الفعاليات أم اكتفوا بدور المتفرج حيث إنها تشعرهم بمزيد من الفخر والانتماء لمجتمعهم.
وأهمية الفن في بناء مجتمعات أفضل وذلك من خلال دوره في تعميق مشاعر الفخر والاعتزاز لدى الأفراد فيما يتعلّق بتاريخ أمتهم وغنى ثقافتهم وسمو مكانة ما تركوه من إرث حضاري يعبر عنهم حيث يعد الفن وسيلة مهمة من وسائل التثقيف بالتاريخ ومنتجات الحضارات المختلفة فإن تحققت للإنسان الرؤية الواضحة والشاملة حول هذه الأمور بات أكثر استشعاراً بعظم ثقافته وأكثر اتصالاً بماضيه. والفن شكل من أشكال التعبير الإنساني ووسيلة لإثراء التجربة الإنسانية والترفيه والتقدير الثقافي وتحسين الشخصية وحتى التغيير الاجتماعي فهو يؤثر بالحياة بطريقة أو بأخرى .
- كيف ترون دور الفن المصرى الآن؟
** نأمل ونطمع أن يكون القادم أفضل بكثير مما كان وإذا كانت هناك بعض السلبيات الحالية .ولكن الزبد يذهب جفاء وأما ينفع الناس فيمكث في الأرض فالفن المصري دور مؤثر في تصدير القيم الإنسانية والاجتماعية والأخلاقية.
والدراما المصرية لها حضور واضح في المجتمع ، وتأثيرها يمتد إلى فئاته المختلفة . بل يتضح هذا التأثير في النشء باعتبار أن هذه الأجيال الصغيرة تلتقط ما تراه ، وتختزنه في ذاتها . وتأثير الدراما السلبي لا يقتصر فقط على القيم السلبية التي تبثها بل يمتد إلى الألفاظ والعبارات والمواقف التي يراها المتلقي . فالدراما تلتقط شخصياتها من الواقع ولعب الكتاب والمخرجون والمنتجون دورا بارزا في تجسيدها وإبرازها بهذه الصورة السلبية .
- ماذا تقول في ظاهرة العرى في الأعمال التليفزيونية ؟
** التليفزيون ليس كالسينما فهو يدخل كل بيت ويشاهده الناس من مختلف الأعمار فلابد أن يرعى الأخلاقيات والتقاليد حتى لا يسهم في إفساد المجتمع وإشاعة الفحشاء والمجتمع السليم هو الذي يقي نفسه من الابتذال والانحراف .
- كيف يكمن الارتقاء بالدراما والفنون المختلفة حاليا؟
** على الدولة الاهتمام بالدراما والفنون المختلفة فلابد أن تعطي الدولة جهدا وإمكانيات لتشجع العمل الدرامي الجيد في الساحة الفنية. وأن الدراما المصرية هي السمة الأساسية للمجتمع عبر نقل الصور والمفاهيم بشكل انسيابي. والدراما عامل جذاب وسريع التأثير خاصة إذا كان المشاهد ليس لديه حيز ثقافي. و الحل يكمن في تشكيل لجان مشاهدين من قبل أساتذة الإعلام ورجال الدراما المتميزين والمثقفين لمعرفة رأي الجمهور في الأعمال الفنية وتوجيه انتقادات للأعمال الدرامية السلبية ووظيفة الفن- التي يسمونها عادةً (رسالة الفن) هي أن يحض الناس على القيم ومكارم الأخلاق وبذلك فإنهم يخلطون بين دور الفنان الذي يتمثل في الإبداع الفني. فالحقيقة أن الفن له أدوار متعددة فقد يكون له بعد اجتماعي أو سياسي أو ديني و الفن إنتاج إبداعي إنساني ويعتبر لونا من الثقافة الإنسانية. والأعلام له دور مهم في نشر القيم والاخلاق الحميدة في المجتمع وبث ثقافة احترام الآخر. ونحن الآن نحتاج إلى استعادة مثل هذه الاعمال الفنية الجيدة الراقية. ويجب أن ننهض بمجتمعنا ثقافيا واجتماعيًا وسياسيا واقتصاديا من أجل حياة أفضل .والدراما خلال الفترة الحالية بها الكثير من الاستخفاف سواء على مستوى الدراما التليفزيونية أو السينما أو المسرح باستثناء بعض الاجتهادات الفردية ودور الفنان على كل مستويات الفن يجب أن يرتقى وأن يكون دائما عنصراً إيجابياً مؤثرا يرتقى بهذه العلاقة التبادلية إلى أعلى ولا يهوى بها أبدا إلى أسفل والإتقان والصدق هما من المبادئ الأولى في الأخلاق. فالفن هو مرآة المجتمع
- حدثنا عن تجربتك فى فيلم (شارع الصحافة) ؟
** الفيلم الروائي الاجتماعي (شارع الصحافة) واحداً من الأفلام الأكثر تميزاً التي تصور الصحفيين ولا نبالغ عند وصفها بــ «مهنة البحث عن المتاعب» والعمل مأخوذ عن كتاب بعنوان (يوميات صحفي فى بلاط صاحبة الجلالة ) ثم تحول لفيلم روائي اجتماعي بعنوان (شارع الصحافة) من تأليفى ويتمتع بمصداقية عالية فى تصوير تفاصيل العمل الصحفي الواقعية للصحافة والصحفيين من خلال وثائق تؤرخ لصناعة الصحافة وللمهنة والعاملين بها وقد تناول فيلم (شارع الصحافة) موضوع حرية الصحافة أحد المواضيع الهامة التى تعامل معها. والعمل لا تخجل منه الاسرة وليس به عرى أو الفاظ غير لائقة وفيلم (شارع الصحافة) تدور أحداثه حول كواليس عالم الصحافة وطرح قضايا المجتمع من خلال أرض الواقع فى أطار درامي اجتماعي من خلال شخصية (رئيس تحرير) الذى يحاول القاء الضوء على قصص واقعية على أرض الواقع من خلالها نسلط الضوء على مافيا تجارة الأعضاء البشرية وتجارة المخدرات وزنا المحارم وأطفال الشوارع ومشاكل ذوى الإحتياجات الخاصة والهجرة غير الشرعية ودور المسنين ودور نقابة الصحفيين عبر تاريخها النقابى العريق والدعوة للسياحة ومحاربة الإرهاب ودور المجاهدة السيناوية فرحانة سالم فى حرب أكتوبر العظيم والحب الأول والخيانة الزوجية وزنا المحارم وإنجازات الرئيس السيسى . ودور المحررين لأقسام الحوادث فى عالم الصحافة وفكرة البحث عن الحادثة بجميع تداعياتها وتغطيتها بشكل دقيق ومهني والعمل يحترم أهمية الصحفي والصحافة من حيث رصد الصورة المثالية للصحفي . ومن أبطال الفيلم : الفنانة القديرة أمال رمزى والفنانة الليبية خدوجة صبرى وعايدة غنيم وشروق ومجدى عبد الحليم وإحسان ترك ومحمدة عبده وشريف خلوصى وشيرى ممدوح وهند سلامة وطاهر إدريس وناصر فهمى وناجى أنور وصلاح عبد المنعم وإيهاب الشيمى وإيهاب الكيلانى وأحمد الصباغ وسالي خميس ود. رضا السنوسى ود. عبدالعزيز عبدالله والعديد من الفنانيين و٢٠٠٠ صحفي داخل نقابة الصحفيين والعمل شارك في عدة مهرجانات مصرية وعربية دولية منها مهرجان القدس السينمائي الدولي ونقابة الصحفيين والعديد من السفارات والنقابات والمؤسسات الصحفية والمجتمعية والفيلم حاصل على العديد من التكريمات وشهادات التقدير والدكتوراه الفخرية فى الإبداع الفنى والإخراج . و فيلم شارع الصحافة يتم تدريسه لطلبة الصحافة بكلية الاعلام .والفيلم مدة عرضه ساعتين إلاعشر دقائق .
- لماذا اخترت هذه القصة بالتحديد رغم ما بها من موضوعات شائكة؟
** لأنها قصة شخصية وعشت كل حياتي مع هذه الفكرة وقدمت هذا الفيلم كانعكاس لما عشته طوال 35 عاما من حياتي فى عالم الصحافة وكانت تجربة ممتعة لأنها تجمع كل خيوط العمل الفنى فى يدى من بداية الفيلم إلى نهايته مما يمنح فرصة كبيرة لتقديم رؤية شاملة ونؤكد على أن الإبداع الأكثر إنسانية هو التعامل مع آلام الواقع وأعتقد أن الحديث عنه وتحليله يحتاج توضيح في بعض النقاط. لكن في النهاية يمكننا التوصل إلى فكرته الأساسية والعمل مزيج بين الواقعية من خلال توصيل رسالة للمشاهد وهى أن الأبطال يعيشون الواقع بكل تفاصيله والعمل يحمل رسائل عديدة ويؤكد على أن الفن هو الحياة والحياة هي الفن لصناعة سينما ذات قيمة ترقي بالذوق العام وتعبر عن كافة المشاعر وتسليط الضوء علي مشكلات حياتية .
- ما الصعوبات التي واجهتك لإنتاج الفيلم ؟
** كثير من الصعوبات واجهتني فى إنتاج الفيلم والحمد لله قمت بعمل عدة قروض شخصية لإنتاج الفيلم من تأجير كاميرات تصوير وأجور عمال ومونتاج . وكل الشكر لفريق العمل الذي لم يتقاض أي شيء .
- كيف رأيت مشاركتك في مهرجان القدس السينمائي الدولي ؟
** عندما قدمت الفيلم لمهرجان القدس السينمائي الدولي فى دورته الرابعة فوجئت بردة فعل الجمهور والصحافة فشعرت بالسعادة لما قيل عن الفيلم وطبعا فرصة عرضه في مهرجان عربي تساوى الكثر . وسعدت جدا بكل اللقاءات التي قمت بها عن قضايا الفيلم .
- ألم تخف من انتقادات وهجوم بسبب قضايا الفيلم ؟
** كنت أعرف أن ردود الفعل تجاه الفيلم ستكون صعبة لكنى اتخذت القرار أن أقدم الفيلم وعليه يجب أن أقدم القصص مثلما يجب أن تطرح القضايا على أرض الواقع وأنا في هذا الفيلم أطرح موضوعات للنقاش مع أشخاص يتقبلون فكرة التغيير والمناقشة والتحاور .
- منذ متى دخلت عالم الإخراج ؟
** دخلت عالم الإخراج منذ منتصف الثمانيات ٣٥عاما وعملت مساعد مخرج مع كبار المخرجين منهم على سبيل المثال يوسف شاهين ومحمود سامى خليل وإبراهيم الشقنقيرى وناصر حسين ومدحت السباعى ويوسف فرنسيس وأحمد ثروت والعديد من المخرجين الأفاضل .
- وماذا عن أعمالك الفنية الوثائقية التسجيلية ؟
** شاركت فى تصوير وإخراج الفيلم التسجيلي (الجبل الأبيض) والعمل يلقى الضوء عن حياة ومعيشة سكان أعلى جبل فى سلطنة عمان من خلال الطبيعة الخلابة الرائعة والجبل الأبيض بالمنطقة الشرقية في دماء والطائيين وبه حضارة تعود إلى آلاف السنين والجبل يتميز بطقسه المعتدل والممطر صيفا والقارس البرودة شتاء والسماء بالجبل الأبيض صافية والهواء نقيا . والعمل مرشح لعرضه في مهرجانات عربية . بالإضافة إلى مشاركتي بالفيلم التسجيلي (فى حب عمان) .. وهذين العملين إهداء إلى شعب عمان الشقيق .
- كيف يمكن للفيلم الوثائقي أن يساهم بقضايا المجتمع ؟
**إن الفيلم الوثائقي له دور مهم في تنوير الرأي العام لأنه يرصد ظواهر وأحداث سواء كانت تاريخية أو ثقافية أو علمية ويحاول بطريقته التصويرية أن يثقف المجتمعات عبر الصورة والفيلم الوثائقي نوع من البحث والتتبع وتحديد فكرة الرسالة المراد توصيلها من خلال هذا العمل وثقافة الصورة نظرا لطبيعة المنظومة الثقافية .
- حدثنا عن أحدث أعمالك الفنية ؟
** أستعد الفترة القادمة لفيلم روائي سينمائي بعنوان (جبروت رجل) من تأليفى وتدور قصة العمل حول الصراع بين الخير والشر من خلال أكل مال اليتيم ومكافحة الظلم فى إطار اجتماعي درامي كوميدي. والعمل سيتم تصويره داخل مدينة الأقصر وسوهاج . ومازالت ترشيحات أبطال الفيلم مستمرة . وأيضا فيلم أخر بعنوان (الهروب إلى الموت) تأليف د. عائشة العولقى والعمل يناقش قضية الهجرة غير الشرعية ويشارك فى بطولته نخبة كبيرة من الفنانيين ويتم تصويره بالكامل بمدينة الإسكندرية .