بقلم – فهد عواد الرحيلي- المدينة المنورة
قبل أكثر من عام توفيت أمي – جميلة بنت عايض بن دخيل الرحيلي – رحمها الله – توفيت بكل هدوء، توفيت فجأة وبلا مقدمات، أمي تلك الإنسانة الرائعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أمي هي أول مدرسة دخلتها في حياتي، أمي كانت اسما على مسمى، ولدت جميلة وعاشت جميلة وتوفيت جميلة، وما زالت ذكرياتي معها وبعد وفاتها جميلة ،كانت إنسانة رائعة بسيطة لا تريد شيئا من الدنيا سوى السلام، أمي التي فُجِعَت في بداية حياتي بإعاقتي وظلَّت لسنوات تعالجني، سألتها ذات يوم من سَـمَّاك جميلة فأجابتني: لا أعلم يا ولدي، في السنوات الأخيرة اعتدت على أن أقول لها أنا أحبك، وكانت ترد علي وأنا أحبك ، أمي هي الشخصية الوحيدة التي كانت تحبني بلا شروط؛ لو استطعت أن أدفع كل ما أملك لكي أستعيد ساعة أو دقيقة أو حتى لحظة لكي أقضيها معها لفعلت .
أمي قد تكون رحلت عن دنيانا ولكنها بقيت في وجداني، أمي سأقول لك أحبك كل يوم كما اعتدنا أنا وأنت حتى آخر يوم في حياتي، أمي كم اشتقت إليك، وكم اشتقت للمنكفات معك، أمي عودي وعيشي معي ولو لحظة حتى ولو كنت هذه اللحظة جبيني تحت قدميك، أمي لأول مرة في حياتي أكتب بقلمي عنك ويجف حبري ولا يجف حبي لك، أمي إما أن تعودي لدنياي أو تأخذيني معك إلى حياة برزخيه !! استغفرك ربي وأتوب إليك، لم أقصد أن اعترض على قضائك وحكمك ولكن الحمد لله على ما حكمت وقضيت وأنا راضٍ ، تبلل الورق وخشيت أن يمحو دمعي حروفك يا أمي، ختاما لا أقول إلا جمعني الله بك في جنات نعيم .
للتواصل مع الكاتب
fahd-tube@hotmail.com