
بقلم / خالد وهيب – مكة المكرمة
نادرا ما تجد إعلامي يهتم بتوثيق وأرشفة نشاطه من اللقاءات والحوارات التي أجراها والصور الصحفية أو شهادات الشكر والتقدير والدروع التذكارية التي حصل عليها في مشواره الإعلامي، والزميل الدكتور عبد الرحيم حدادي رئيس تحرير هذه الصحيفة الإلكترونية الغراء (الكفاح)، يعد أحد الإعلاميين النوادر الذين وثقوا بكل إقتدار نشاطهم الإعلامي، وخير شاهد على ذلك متحفه الإعلامي الخاص في منزله العامر، الذي يحكي كل جزء فيه قصة كفاحه ومسيرته الإعلامية لقرابة ال 3 عقود.
والدكتور حدادي يعد من الإعلامين الذين بدأوا مسيرتهم في مجال الإعلام من الصفر وعاصر ( مهنة المتاعب ) من أيام إرسال المادة الصحفية عن طريق الفاكس ، والصور ( الأبيض والأسود ) التي كانت ترسل عبر جهاز إرسال الصور القديم الذي لا يعرفه الجيل الحالي ولكن بالتأكيد يعرفه المصورين العتيقة المخضرمين ، الذين تعاملوا مع هذا الجهاز وكانت فيه الصورة الواحدة تحتاج لوقت من الزمن حتى ترسل لجهاز إستقبال الصور في المقر الرئيسي للصحيفة ، والتي بسبقها مرحلة ( تحميض ) الصور يدويا ، في جهاز خاص داخل غرفة مظلمة محكمة الإغلاق حتى لا يتسلل الضوء إليها ، والذي تطور فيما بعد وأضحى ( تحميض ) الأفلام ملونا في معامل الإستديوهات الخاصة بعد 24 ساعة ، وتقلصت فترة الزمن بعد ذلك وصار ( تحميض ) فوري ، وترسل الصور مع المادة عبر البريد أو التوصيل المباشر إلى مقر الصحيفة في المناطق القريبة ، أو الطيران الأماكن البعيدة ، قبل أن يظهر جهاز ( الكمبيوتر ) وكاميرات الديجتال التي سهلت مهمة الإعلاميين وأضحت ترسل المادة مع الصورة سويا عبر الإيميل الإلكتروني وتتطور الأمور اكثر إلى زمن التصوير عبر الجوال وإرسال الصورة فور إلتقاطها مع الخبر مباشرة .
وبحسب معرفتي للإعلاميين القدامى في مكة المكرمة التي بدأ منها الدكتور عبد الرحيم حدادي مشواره الإعلامي قبل إنتقاله إلى مدينة المصطفى صلى عليه وسلم، لم أرى أعلامي مثله وثق بإقتدار كفاحه الإعلامي سوى التربوي والإعلامي المخضرم الأستاذ خالد الحسيني الذي يسبق الدكتور حدادي سننا وخبرة في مجال الإعلام، أذ أن الأستاذ خالد الحسيني يحسب له احتفاظه بسجل إرشيفي إعلامي عريض من كفاحه ومسيرته الرائدة في مهنة المتاعب والتي تقارب النصف قرن من الزمن.
وأمثال التربوي والإعلامي المخضرم الأستاذ خالد الحسيني والدكتور عبدالرحيم حدادي يغبطهما الكثير من الإعلاميين أبناء جيل كل وأحد منهما، على تميزهما في توثيق كفاحهما الإعلامي وذلك من خلال إرشيف إعلامي خاص لهما، يحتوى ملفات اللقاءات والحوارات الصحفية وألبومات الصور القديمة بالإضافة إلى شهادات الشكر التقديرية ودروع التكريم التي حصلوا عليها خلال مسيرتهما الإعلامية .
قبل الختام
جميل جداً أن يحتفظ الإنسان بشيء من إرث كفاحه الذي يختزل في ثناياه الكثير من الذكريات واللحظات الجميلة، ويستأنس وهو يرى بعد سنوات من الكفاح هذا الأرت ماثل أمام ناظريه، ويسرد قصته لمن حوله ويكون ذلك الإرث بمثابة شهادة للعصر وتوثيق للمسيرة .