
بقلم / د. حميد بن محمد الأحمدي – المدينة المنورة
الوقت مورد ثمين، متى أحسن الإنسان إدارة وقته أفلح وفاز، وحصد إنجازات عظيمة. فالوقت كالنهر الجاري يسير في اتجاه واحد إلى الأمام دائمًا بلا توقف، ما مضى منه لا يمكن أن يعود، ولا يمكن تخزينه أيضًا، يمرّ على جميع الناس بالتساوي وبنفس السرعة، ولكن يختلف الناس في درجات استثمار هذا النهر الجاري، فنرى البعض يستثمره استثمارًا جميلًا يزرع ويغرس ويسقي فيحصد ثمارًا يانعة طيبة وفوائد عظيمة، والبعض يتركه يمرّ ويتدفّق دون فائدة ولا نفع، رغم أنه محاسب على كل قطرة من قطراته.
فعن أبي برزة نضلة بن عبيد الأسلمي قال: قال رسول الله ﷺ: ” لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل فيه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ و فيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟”. رواه الترمذي.
إن كل إنسان على وجه الأرض سواء كان موظفًا حكوميًا أو موظفًا في القطاع الخاص، أو صاحب أي مهنة، أو متقاعد أو طالب، فإنه مُطالب بحُسن إدارة وقته، بما يعود عليه وعلى جهة عمله بالنفع والفائدة فالذين يدركون أهمية الوقت، ويعملون على حُسن إدارته واستثماره، هم الذين يحققون إنجازات عظيمة.
إن الشخص الذي لا يستطيع إدارة وقته، لا يستطيع إدارة أي شيء.