في لحظةٍ تَنسى الخلائقُ حالَها
يومُ القيامةِ فجّرَتْ أهوالَها
ذاتُ البروجِ تشقَّقتْ أبراجُها
والأرضُ دُكَّتْ زُلزِلَت زِلزالَها
نُسفِت جبالٌ والبحارُ تفجَّرَت
كلُّ المراكِبِ عَطَّلَت أعمالَها
عَقْدُ الكواكِبِ في المَدارِ تَناثَرَت
أين النجومُ أمَا تَجُولُ مَجَالَها
أينَ المعالِمُ؟ دُمِّرَت وتَغيَّرَت
والنارُ تُحرِقُ ضوءَها وظِلالَها
نارٌ دُخانٌ والغبارُ سَحائبٌ
والأرضُ تُخرِجُ حينها أثقالَها
مُدَّتْ وضاقَ رِحابُها وهيَ التي
لا شيءَ يُدرِكُ حِينَها أطوالَها
وإذا القبورُ بِساكنيها بُعثِرَت
في رُعبِهِ الإنسانُ يسألُ مالَها
والشمسُ كُوِّرَ ضَوؤها يا ظُلمَةً
كيف افتقدْنا بدرَها وهِلالَها
اليومَ لا خِلُّ يراكَ ولا تَرى
إلا الهروبَ .. نِساءَها ورجالَها
قد زاغتِ الأبصارُ ليس أمامَها
مِن مَهربٍ شَدَّتْ إليهِ رِحَالَها
والناسُ في فَزَعٍ عَرايا ما لهم!
هامُوا سُكارَى والحَناجِرُ هَالَها
في الصُّورِ يُنفخ نَفْخَةً ُصعِقَتْ بها
أرواحُ من لمْ يبلغُوا آجالَها
وتطايَرَت صُحُفُ العبادِ وما بِها
فِرَقٌ تَمُدُّ يَمينَها و شمالَها
مِثلَ الفَراشِ تَرى الجبالَ تَطَايرت
والأرضُ تَخلِطُ ماءَها ورمالَها
أينَ الذين بَنَوْا وما آثارُهم
أمواجُ قارِعَةٍ مَحَتْ أطلالَها
يا يومَ تَذهلُ كلُّ مُرضِعَةٍ به
حتى الحوامِلُ أفرَغَتْ أحمالَها
حَشْرٌ وميزانٌ حِسابٌ فاصِلٌ
تلك القيامةُ هل رأوا أهوالَها
هي جنةٌ فَتَحتْ لهم أبوابَها
أو قَعرُ نارٍ سَلسَلَت أغلالَها
أهوالُ قارعةٍ و رهبةُ حَافّةٍ
ما لابنِ آدمَ لا يخافُ وبالَها
للتواصل مع الشاعرة 0503028396