قال الشيخ الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان يجتهد في العشر الأخيرة من رمضان ما لا يجتهد في غيرها ، فكان يشتد اجتهاده في هذه الليالي.
واستشهد ” آل الشيخ ” خلال خطبة الجمعة الأخيرة من رمضان اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، بما وصفته أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله تعالى عنها وعن أبيها- ، ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر شدّ مئزره وأيقظ أهله وأحيا ليله”، مشددًا على فضل ليالي العشر من شهر رمضان التي خصّها الله بليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
وأوصى باغتنام فضل ما بقي من ليالي شهر رمضان المبارك وفضلها العظيم بالإكثار من الطاعات وأنواع القربات والمسارعة إلى أسباب نيل الرحمات، محذّرًا من ضياع الأوقات في هذه الليالي العشر المباركات من شهر رمضان ، فينبغي الحرص على اغتنامها بأنواع الطاعات من ذكر وتلاوة وصدقة وصلاة ودعاء.
وتابع: وأن لا يفوتوا ليلة من لياليها ليوفقوا بتوفيق الله وعونه وتسديده لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ، قال صلى الله عليه وسلم : “تحروا ليلة القدر في الليالي العشر من رمضان”، منوهًا بأن ليالي العشر فيها من الخير العظيم ، والفضل الجليل لقوله صلى الله عليه وسلم “من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه”.
ونصح بالاجتهاد في مواسم الطاعات والأوقات الفاضلة فمن جدّ واجتهد فاز وسبق ، إذ جاء في الحديث القدسي : “يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه”، مشيرًا إلى أنه من الحرمان المبين أن تفوّت أيها المسلم ما تفضّل به الله على عباده ، من أسباب الخيرات وشغل تكفير السيئات ورفعة الدرجات.
ودلل بما قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في شهر رمضان ” فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم” وأضاف فضيلته أن من التوفيق في هذه العشر أن يحيي العبد سنة الاعتكاف ليأنس بعبادة ربّه ، ويخلوا لمناجاة إلهه وخالقه ، فما أجلّها من لحظات وأمتعها من أوقات.
وأضاف: وجاء في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان ، قال الزهري يا عجباً للمسلمين تركوا الاعتكاف مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله”، داعيًا إلى الإقبال على عمل الصالحات فيما بقي من الليالي العشر من رمضان والتقرّب من ربّ الأرض والسماوات ، قال تعالى ” وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ “.
وأوضح أنه مما يجب على المسلم في آخر الشهر زكاة الفطر ، ووقتها الفاضل قبل خروج الناس إلى العيد ، ويجوز تقديمها قبل العيد بيوم أو يومين ، ولا يجوز تأخيرها إلى ما بعد صلاة العيد ، والمقدار الواجب صاع من قوت البلد مما يأكله الناس ، وتعطى الزكاة المفروضة للفقراء والمساكين فقط دون من سواهم من أهل الزكوات كما هو راجح في قول أهل العلم.
واستند إلى ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين ، فمن أداها قبل الصلاة فهي صدقة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات”، لافتًا إلى أنه مما يشرع عندما تغرب شمس آخر يوم من رمضان التكبير المطلق قال تعالى : ” وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ” فأن التكبير يستمر إلى فراغ الإمام من خطبة العيد.