عبد المنعم البخاري – صمنا في عز الصيف وسمومه اللاهبة.
ابحر – عبد المنعم بن عبد الرحمن البخاري الامين العام للغرفة التجاربة الصناعية بمكة المكرمة سابقا في سرد ذكرياته الرمضانية لـ الكفاح نيوز في مكة المكرمة قبل اكثر من 50 عاما وقال لا زلت اتذكر اجتماع الا باء والاجداد رحمهما الله وافراد الا سرة حول مائدة الا فطار الرمضانية وكيف كنا نتلمس الفقراء والمساكين واصحاب الحا جات الذين لا يسالون الناس الحاف ونجود عليهم بالصدقات من ما كل ومشرب وكساء ونقود في نهاية الشهر الكريم لا اسعاد ابناءهم بفرحة العيد وليشعروا بها مع الا طفال الاخرين واضاف البخاري قائلا كما لا زلت اتذكر عندما كان باتي لنا شهر رمضان في عز اشهر الصيف اللاهبة بسمومها قبل وصول الكهرباء ووسائل التبريد للجو ء والماء البار سواء ماء الزير والشربيات وكذلك في الليل استخدام الفا نوس في الا نارة وبعده الا تريك الذي اعتبرناه في ذلك الوقت فتحا كبيرا في مجال الا نارة.
وقال من الا شربة المكية والتي استمرت الى اليوم السوبيا الزبيب والشعير وشراب التوت ومؤخرا اضيف لها شراب الفيمتو والتاريخ واشهر ما يميز افطار رمضان شربة الحب او شربة كوكير والسمبوسة والفول المبخر او القلابة والتميس والمقلية بسلطة اللحم والتمر الهندي بالكراث.
ويضيف البخاري ان من الاشياء التي دخلت حديثا المكرونة بأنواعها والبيتزا وغير ذلك من اصناف الحلويات البخاري تحدث عن الكثير من العادات المكية في رمضان وغيرها من الموضوعات تجدون تفاصيلها في الحوار التالي.
*ظل ذكريات رمضان عالقة في الاذهان هل ثمة ذكريات ما زالت تعاودكم كل ما هل الشهر الفضيل.
**تظل ذكريات شهر رمضان عالقة في الأذهان حيث أنه شهر الخير والرحمة والمغفرة والعتق من النار ولكل بلد إسلامي له طابع خاص في استقبال شهر رمضان أما نحن في السعودية نستقبل هذا الشهر الفضيل بالفرح والإستبشار وفي مكة المكرمة على وجه الخصوص تبدأ الأمهات بإستقبال رمضان بالتنظيف والترتيب والإعداد المسبق بشراء مستلزمات الإفطار والسحور أما الرجال فهم يشمرون للعبادة ويتسابقون لصلاة التراويح في الحرم المكي الشريف.
* اين اعتدت أن تفطر في أول يوم في رمضان.
**في الغالب معظم الأسر المكية تحرص على الإجتماع في الإفطار مع الوالدين والأبناء ولعل هذا ما يميز هذا الشهر الكريم وإن كان بعض الآباء يحرص على الإفطار في الحرم المكي الشريف ثم العودة إلى المنزل لتناول وجبة الإفطار مع الأسرة ثم العودة إلى الحرم لصلاة العشاء والتراويح أما في العشر الأواخر يحرص الجميع على صلاة التهجد.
*هل يمكن التعرف على أول عام قررتم فيه الصوم وكم كان عمركم.
**لعلي لا أتذكر بالضبط لكنه عادة عند سن البلوغ كما يفعل معظم الشباب في ذلك الوقت لكن كان هناك صيام حتى منتصف النهار وهذه طريقة يقوم بها الوالدين حتى يتعود الأبناء من الصيام منذ الصغر وإن كان هناك صيام من خلف الزير أي أن يقوم بشرب الماء خفية عن الأنظار أثناء النهار.
*حدثنا عن الفرق بين رمضان قديما وفي الوقت الراهن.
**هناك فرق كبير وشاسع حيث كنت أصوم وليس في بيتنا كهرباء لك أن تتخيل هذه النعمة فقط وهذا يعني عدم توفر الثلاجة والمكيفات وجميع الأجهزة الكهربائية أضافة إلى ضعف الإمكانيات المادية وضنك العيش وعدم توفر السيارات..الخ أما في وقتنا الحاضر فإننا نعيش في نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى وأهمها نعمة الأمن والأمان وتوفر الخيرات التي نحسد عليها ولا نملك إلا أن نحمد الله عز وجل.
*اجتماع أفراد الأسرة حول سفرة واحدة في رمضان ماذا يعني لكم.
**يعني الكثير والكثير وهذا الإجتماع يجعلنا نستذكر ما كان عليه الأباء والأجداد وكذلك نتلمس الفقراء والمساكين والضعفاء ويحرص الجميع في هذا الشهر الفضيل على الصدقة والمساعدة والعبادة وقرآه القرآن الكريم.
*هل سبق وأن صمت خارج المملكة.
**نعم صمت في مصر قبل أكثر من إثنان وأربعون عام ولاحظت أن المطاعم وجميع المحلات التجارية تعمل في النهار وكنت أستغرب من تناول بعض المصريين الطعام والشراب في وضح النهار.
*ما الفرق بين الصيام داخل المملكة وخارجها.
**هناك فروقات كبيرة فقد لاحظت أن جميع المحلات تعمل في النهار كما استغربت أن بعض المصريين يفطرون ويناولون الطعام والشراب في وضح النهار وقد استنكرت هذا الفعل ولم أرى هذا المنظر قط في حياتي في مكة المكرمة وعند سؤالي كيف بعض المصريين يفطرون في رمضان أخبروني بأنهم هؤلاء مسيحيين.
*حدثنا عن البرامج التي اعتدت عليها خلال أيام هذا الشهر الفضيل.
**مع دخول شهر رمضان أقوم بالاتصال على أشقائي وأهلي وأحبابي وأصدقائي أبارك لهم بدخول شهر رمضان ونحن في مكة نحرص على الصلاة في الحرم واداء العمرة ومازالت عادة التزاور بين الأهل مستمرة حتى وقتنا الحاضر وخلال هذا الشهر تحرص الأسر الإجتماع على الإفطار او السحور وهي فرصة للإلتقاء وتبادل الأحاديث وزيارة الأصدقاء وتناول الأكلات الشعبية كعادة رمضانية مثل البليلة والكبدة.
*هل هناك وجبة معينة تحرص على تناولها خلال إفطار رمضان.
**في الإفطار تحرص معظم الأسر المكية تحرص على تناول شوربة الحب والسمبوسة والفول والتميس او الشريك والسوبيا وبعض الأكلات الشعبية مثل العيش باللحم والمقلية والكنافة والقطايف والتطلي (الكاسترد) والمهلبية والساقدانة.
*رفاق الطفولة والصبا والدراسة هل تنتهز فرصة رمضان للقاهم.
** رفاق الحارة والطفولة والصبا وزملاء الدراسة بكافة مراحلها وزملاء العمل هم رصيد العمر الذي مضى فهناك من غادر مدينته ومنطقته بحكم ظروف العمل وهناك من نترحم عليه وهذا الشهر فرصة سانحة للإلتقاء والإجتماع بالأحباب والأصحاب والأصدقاء والزملاء لنسترجع الذكريات الجميلة والمواقف والحكايات.
* في الماضي كان الجيران يتبادلون الأطباق الرمضانية والحلويات هل ما زالت هذه العادة موجودة ام تلاشت في إيقاع الزمن.
** بفضل الله معظم الأسر المكية متمسكة بهذه العادة الجميلة ويطلقون عليها مسمى (طعمه) وعادة تكون قبل آذان المغرب وتشمل على شوربة الحب والسمبوسة وبعض الأطباق التي عادة ما تطهى في المنزل.
* كيف كانت الاستعدادات لرمضان قديما.
**يتم استقبال شهر رمضان بالفرح والسرور والإبتهاج والجميع يستعد لإستقبال شهر رمضان ودور الأمهات كبير لتحضير السفرة الرمضانية والحرص على العادات المتوارثة مثل تبخير الزير والدوارق وأواني الشرب بالمستكة والحرص على إجتماع ربات البيوت بعد صلاة التراويح وتناول بعض المأكولات الخفيفة مثل الفول النابت والترمس والحلبة والمنفوش والفصفص أما الأطفال فهي فرصة للعب في الحارة مثل حرامي عسه وشرعت والتسكع في أسواق جياد والغزة أما الرجال يحرصون على أداء الصلوات والإجتماع في المركاز وتبادل الأحاديث.
* وسائل التواصل الاجتماعي هل ترى انها ألغت التواصل بين الأهل والجيران.
** لا نقول قد ألغت بالمعنى الصريح لكن قد ساهمت في تخفيف الإلتقاء المباشر ولعل التطور الذي نعيشه وسرعة رتم الحياة وكثرة الارتباطات دور كبير وإن كنت أرى في نفس الوقت أن توفر وسائل الإتصال ساهم في التواصل داخل وخارج المملكة.
* هل تمارس اي نوع من الرياضة في ليالي رمضان.
**في الحقيقة أن لا أمارس اي نوع من أنواع الرياضة في شهر رمضان لكن معظم أهل مكة يؤدون العمرة ويمارسون المشي إلى المساجد وأعتقد أن نوع من أنواع الرياضة.
*هل تشاهد المسلسلات والبرامج الرمضانية.
**في مرحلة من حياتي كنت أحرص على مشاهدة التلفاز وقت الإفطار حتى آذان العشاء وبعدها أنطلق خارج المنزل أما الآن فأنا لا أشاهد ولا أتابع أي من هذه البرامج.
*حدثنا عن الأكلات الرمضانية التي تعيدك إلى ذاكرة الماضي في رمضان.
**الأكلات الرمضانية في مكة معروفة ومشهورة عند الإفطار ماء زمزم المبخر أو شراب السوبيا الزبيب والشعير وشراب التوت ومؤخرا شراب الفيمتو والتانج أما أشهر ما يميز وجبة الإفطار شربة الحب او شربة كويكر والسمبوسة وكذلك الفول المبخر أو القلابة والتميس والمقلية بسلطة الحم (التمر الهندي) بالكراث ودخلت مؤخرا المكرونة بأنواعها والبيتزا أما الحلى الاشهر في رمضان الكنافة والقطايف والساقدانه والتطلي والمهلبية أما وجبة العشاء فهي ما بين الافطار والسحور فهي الكبدة الجملي ومؤخرا أضيفت الكبدة الضاني والتقاطيع والشوربة أما السحور والاكلات الخفيفة البليلة أما السحور فهي اكلات متنوعة ولا توجد اكلة محددة للسحور قد تكون انواع الطبخ من الرز والإيدامات.
*ما لذي تفتقده من تفاصيل رمضان الأمس.
**سؤالك يرجع بي الزمن لأكثر من نصف قرن حيث البساطة بكل تفاصيله أدوات الطهي في المركب (المطبخ) والنملية وهو دولاب لحفظ الاواني المنزلية البسيطة الدافور والطباخة وقدور النحاس والصحون الشينكو والمغراف والكاسات التيتوا وادوات حفظ الماء الزير والشربه والسفرة المد والإضاءة نستخدم الفانوس والإتريك وكذلك افتقدنا الالعاب القديمة التي اندثرت ومن الذكريات أننا كنا نشعر بالعطش الشديد وعند الإفطار نملئ بطوننا بالماء والشراب البارد.