
بقلم / أحمد صالح حلبي / مكة المكرمة
عرفت الصحافة على أنها عمل يعتمد على (جمع وتحليل الأخبار والتحقق من مصداقيتها وتقديمها للجمهور) ولم نقرأ يوما أنها تمثل مرآة لبريق ، أو وسيلة لإبراز أشخاص مجهولين ونقلهم إلى شخصيات مشهورة عبر أخبار صحفية مفبركة وأخرى مكررة ، فالبابليون الذين كان لهم الدور البارز في ظهور الصحافة كما أشارت جل المراجع التاريخية عمدوا مع نشأة الصحافة إلى استخدامها كوسيلة يسجلون بها أهم الأحداث اليومية ليتعرف الناس عليها وكان ذلك من خلال كتاب يومي.
ومع مضي السنوات مرت الصحافة بمراحل تطويرية متتابعة ومتلاحقة فبرزت العديد من الصحف والمجلات، وأفرزت ايجابيات ساهمت في نشر الثقافة ورقي الأفراد والمجتمعات، غير أن الايجابيات المحققة سجلت في المقابل سلبيات لكون طبيعة أي عمل يحمل ايجابيات وسلبيات.
ومن أبرز السلبيات التي أفرزتها الصحافة خلال الفترة الحالية تسلق شخصيات مجهولة إلى القمم بأخبار وتحقيقات وتحليلات الهدف منها نشر اسم وصورة الشخص، لا ايصال معلومة، أو تحليل قضية، فالهدف هو تحول البعض بأموالهم إلى أصحاب فكر ورأي وثقافة، من خلال توظيفهم لشخص أو أكثر من متسلقي الصحافة، ليكون الوسيلة التي يمتطوها.
والغريب أن البعض ينفقون أموالهم ليكونوا كتابا، وهذا ما يجعلنا نسأل كيف يمكنهم مواجهة المجتمع ونقاشاته إن كانوا يجهلون مضمون المقال؟
إن ما بتنا نلاحظه من لجوء البعض لتوظيف واستئجار المتصحفين لتلميع صورهم تارة بأخبار، وتارة أخرى بمقالات، يقودنا لسؤال آخر متى يعي هؤلاء الصبية أنهم على خطأ؟
إن ما نحتاج إليه اليوم ليس تنفيذ برامج تثقيفية للناشئة والشباب لتنمية قدراتهم، وتوظيف طاقاتهم، بل العمل على تنفيذ دورات تثقيفية للباحثين عن الأضواء، توقظهم من سباتها العميق، ويدركوا أن المال لا يزرع المحبة في قلوب الآخرين، ولن يكون قادرا على صناعة مجد الإنسان.
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com