
بقلم / الدكتور حميد الأحمدي / المدينة المنورة
تقع كثير من الحوادث اليومية نتيجة للإهمال في الصيانة أو ضعف في وسائل السلامة أو نتيجة للتهوّر، وهو ما نشاهد نوعًا منه أثناء سقوط الأمطار، وعندما تسيل الأودية حيث تكون الأجواء جميلة فيخرج الناس إلى التنزّه والاستمتاع بأجواء المطر، وفي هذه الأثناء يأتي قائد مركبة متهوّر ويفسد الفرحة، ويقتل المتعة، فيعبر الوادي بكل استهتار وبلا مبالاة فيجرف السيل مركبته، ويفزع الحضور لإنقاذه، فالبعض ينجو بأعجوبة والبعض يجرفه السيل إلى مكان غريق، تاركين مشهدًا مؤلمًا لدى المتنزهين، مما أدى إلى تعكير صفوهم وقتل فرحتهم.
إنّ هذا السلوك المؤدي إلى المخاطرة بالنفس، هو ضرب من إلقاء النفس في التهلكة الذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه، يقول الله تعالى: ” وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” .
وهناك أنواع من الحوادث اليومية التي بالغالب يكون سببها الإهمال في الصيانة أو ضعف في وسائل السلامة أو الغفلة عن الأطفال، وهذه الحوادث مثل الغرق بالمسابح نتيجة الإهمال، وكذلك انفجار السخانات والغازات والتوصيلات الكهربائية الرديئة وزيادة الأحمال، وغيرها.
الأمر الذي يتطلّب من جميع أفراد المجتمع القيام بعمل الوقاية المستمرة من خلال الصيانة الدورية ومتابعة وسائل السلامة والاطلاع على الإرشادات والعمل بها؛ لسلامة الفرد، وسلامة مَن حوله.
فالكل مسؤول، الأب مسؤول، والأم مسؤولة، والعامل مسؤول، والمدير مسؤول، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).
ويقوم أبطال الدفاع المدني بالمدينة المنورة بأدوار كبيرة، وجهود مشكورة في الإنقاذ والإطفاء والتوعية وغيرها.
ويبقى الدور الأساسي والأهم على المواطن في الحدّ من تلك الحوادث من خلال الوقاية المستمرة. معًا مع الدفاع المدني نحو حياة هادئة.
للتواصل مع الكاتب
Email: d.hmeed-m@hotmail.com