
بقلم / ندى صبر / المدينة المنورة
كل إنسان لديه سلوك إنساني نابع من قيم ومبادئ ،ومن خلال تلك السلوكيات، نستطيع الحكم على الشخص ، ومدى تطوره وعمق فكره ،وشخصيته واخلاقه ، فيرتفع الإنسان بسلوكه، إلى درجاتٍ رفيعةٍ من الإنسانية.
وفي الآونة الأخيرة أصبح بعض الشباب في تعاملهم وسلوكياتهم، يتجاوزون كل الخطوط الحمراء نشاهد سقوط أخلاقي وانحطاط وجراءة، ينعكس سلبا ويؤثر في المجتمع ، والأدهى والأمر سلوكيات الفتيات وجراءتهم الغير محمودة، وما يحصل في مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها التيك توك وغيرها، التي سهلت عليهم انتشار تصرفاتهم ،بطريقة سيئة، سقطت اقنعتهم وظهرت بشاعة ما كانت تخفيه تلك الاقنعة ، وأصبحت المواقع عبارة عن ملهى ليلي مباشر للعريّ ، والرقص الماجن والايحاءات الغير أخلاقية ، بغرض البحث عن الشهرة بأي ثمن ، حتى في سبيل بيع نفسها وسمعتها وأخلاقها.
فإنشار ظاهرة حمى الشهرة ، جعلتنا نهاب على أنفسنا مما يحدث حولنا، وما جعلت الرجال ينظرون للمرأة بصورة مهزوزة ومرعبه.
والأغرب أن بعض الفتيات من أسر محافظة ، ولها سمعتها وإحترامها ، مما يجعلنا نتيقن بإنهيار القيم الأسرية والدينية والأخلاقية.
وللأسف بهذه الأفعال الفتيات تهين أنفسهن قبل ان تهين سمعة اهلها ، بدافع وحجة انهن جريئات ومنفتحات، ويضربن عرض الحائط كل العادات والتقاليد والمبادئ والقيم التي تربت عليها ؟
خلطن بين مفهوم الوقاحة والجراءة ، ولو علمن ان الجرأة قوة وشجاعة وثقة وعدم التنازل عن الرأي وحسن التعبير عن الذات وليست الجرأة فيما نراه من سفور ووقاحة وتعدي في الألفاظ وتجاوز للحدود ! نتيجة ضعف الثقة بنفسه .
لذلك تراهن ، يحاولن تكملت النقص في شخصيتهن بالوقاحة وقلة الأدب ، فهو قمة التخلف. قلّ الحياء، بل صار عند كثير من شبابنا وفتياتنا تخلفا ورجعية، وأصبح أمرا عاديا أن يقف شبابنا على قوارع الطّرقات، ليتغزلوا بالبنات ، وأضحى أمرا عاديا أن تمازح الفتاة الشباب ، وتضاحكهم في الممرات. وغدَا مألوفا ومقبولا أن يكون لها صديق، ويتسكعون في الكفيهات، ويترنحون متبرجات في الطرقات، لوقت متأخر من الساعات، تتباهى بشرب الدخان والمعسلات، وصوتها يتصاعد بالضحكات والكهكهات ،وما خفي كان اعظم !!
إن ما نراه اليوم من سوء أدب وقلة حياء, إنما ينم عن ضعف في الأيمان, فالنبي صلى الله عليه وسلم قال ” الحياء والأيمان قرناء فإن ذهب أحدهما ذهب الآخر ” ومن الموجع للقلب أنه كلما تقدمت الحياة, ومشينا في طريق الإنفتاح والتحضر من أجل تطوير شبابنا وتقدمهم في جميع جوانب حياتهم ، كلما زاد إستنساخ البعض تقليدا للغرب ،وللأسف لا يستفيدون من الغرب بالطريقة الصائبة، بل يأخذون الأمور السيئة منهم، ويلهثون خلف التفاهات، ويطبقونها على نطاق حياتهم ، وحسبهم أنهم متطورون متحضرون، منفتحون فكريا وثقافيا، ومدركون مع أنهم دخلوا جحر الضب الذي حذر منه النبي -صلى الله عليه وسلم>
للتواصل مع الكاتبة
@nada_sabor