
بداية السنة, مرتاح, نائم, متفائل, لا تحسب حساب للوقت وتعتقد ان الأيام سوف تأتي رويدا رويدا, حتى تسمع دوي تلك الصفعة التي سٌمع دويها في الصعيد, كما قال أحمد شوقي:
لي سؤال يا أهل مصر فردّوا
بجواب عن السؤال مفيد
أي كف قد باشرت صفع خدّ
فسمعنا دويَّها في الصعيد
محادثة ما قبل الصفعة:
الزبون: الو, سلام عليكم.
الموظف: اهلا وعليكم.
الزبون: الجهاز لا يعمل بالطريقة المكتوبة في في موقعكم!
الموظف: أي جهاز؟ وأي موقع؟
الزبون: انا اتصلت اكثر من مرة واتوقع ان رقمي مسجل عندكم.
الموظف: طيب رد على السؤال الأول.
الزبون: والله الخدمة عندكم سيئة للغاية.
الموظف: اففف!
الزبون: لو سمحت ممكن اكلم المدير.
الموظف: دق مرة ثانية واختار الرقم الصحيح.
الزبون: كم الرقم؟
الموظف: طوط ,
الخط انقطع!!
المدير: انت أخذت دورة تعامل الإمتياز الشهر الماضي.
الموظف: نعم, طال عمرك.
المدير: آخر الجزء الثاني, كان يتكلم عن بروتوكول الإتصال, صح.
الموظف: اعتقد طال عمرك.
المدير: تعتقد!
الموظف: قصدي اكيد بس ممكن نسيت.
المدير: ايضا احنا نسينا علاوة السنة الحالية.
الموظف: لا أرجوك, المدام حامل.
المدير: طوط ,
الخط انقطع!!
التحفيز يكون محركك من بداية السنة, وخلال الشهور الأولى يمكنك معرفة تقييمك ومستواك, لا ينبغي ان تـنـتظر الى اللحظة الأخيرة كي تعترض وتطلب مبرر من مديرك عن سبب عدم اعطائك توصية بالعلاوة او تـقيـيم اعلى من مستواك. لماذا دائما نستيقظ بعد الصفعة وعند نقطة الصفر؟ ماهي مهمة القائد الحقيقي في خلق بيئة ناضجة ومحفزة بدون لوم الإدارة؟ تجد المشرف والمدير يتململون من مدرائهم والإدارة العليا و أكثر من الموظفين, وهذه مصيبة عظمى. ماهي الأسباب ياترى؟
(1) التسويف: التسويف هو سلوك معرفي شائع حيث يقوم الأفراد بتأخير المهام أو القرارات حتى آخر لحظة ممكنة. يمكن أن يتأثر ذلك بعوامل مثل انخفاض الدافع، أو الخوف من الفشل، أو صعوبة بدء المهام.
(2) انحياز التفاؤل: يشير انحياز التفاؤل إلى ميلنا إلى الاعتقاد بأن الأمور ستسير على ما يرام، مما يؤدي بنا إلى التقليل من شأن المخاطر المحتملة أو العواقب السلبية. هذا التحيز المعرفي يمكن أن يجعلنا نؤخر اتخاذ الإجراءات اللازمة لأننا نعتقد أن لدينا المزيد من الوقت أو أن الوضع سوف يحل نفسه.
(3) عدم وجود عواقب فورية: إذا لم تكن هناك عواقب سلبية فورية لعدم الاهتمام أو اتخاذ الإجراءات اللازمة، فقد يكون الأفراد أقل تحفيزًا لمعالجة المشكلة على الفور. يمكن أن يؤدي غياب ردود الفعل أو العواقب الفورية إلى الرضا عن النفس.
(4) الإرهاق والتحميل الزائد للمعلومات: في عالم اليوم سريع الخطى والغني بالمعلومات، من السهل أن تصاب بالإرهاق بسبب الحجم الهائل للمهام والمعلومات. وهذا العبء الزائد يمكن أن يجعل من الصعب تحديد الأولويات بشكل فعال، مما يتسبب في تأجيل الأمور المهمة جانبًا حتى تصبح ملحة.
(5) الاهتمام المحدود والقدرة المعرفية: مواردنا المعرفية محدودة، ولدينا ميل طبيعي للتركيز على الاهتمامات المباشرة أو المهام الأكثر إلحاحًا. يمكن أن يؤدي هذا الاهتمام المحدود إلى إغفال أو تأخير معالجة القضايا التي لا تتطلب اهتمامًا فوريًا. من المهم أن نلاحظ أن هذه العوامل المعرفية تختلف من شخص لآخر، وقد يكون لدى الأفراد أسباب مختلفة للمماطلة أو التأخير في العمل. غالبًا ما يتطلب التغلب على هذه الاتجاهات وعيًا ذاتيًا، واستراتيجيات فعالة لإدارة الوقت، وتطوير عقلية استباقية لمعالجة المهام والقضايا في الوقت المناسب.
للتواصل مع الكاتب adel_al_baker@hotmail.com