
من يتخلى عنك وقت الشدة، كل إنسان يمر بعقبات وأزمات في حياته فمنهم من يتجاوز بمفرده ومنهم من لا يستطيع السير في حياته إلا بوجود من يسانده سواء أكان قريب أو حبيب أو صديق، لمؤازرته في أزمته. ومن هنا تتضح معادن الناس ففي وقت الشدة فقط تعرف من هو حبيبك ومن هو عدوك.
ولما لا، فيوجد أغلب الناس إلا من رحم ربي من قاموا بوعد أشخاص قريبين لهم بالبقاء، ولكن في أقرب أزمة أول من تخلو عنهم فكم من شخص وعد وأقسم بالبقاء وأنه سوف يكون السند والعون وعند الشدائد يتخلى.
أحدث نفسي أحياناً فأقول عندما لا يهتم بك شخص ما إذهب بهدوء و غادر عالمه لا تسأله لما وكيف ومتى فقط إذهب و إترك له رماد الذكريات ليفيق من غيبوبته يوماً ثم يبحث عنك، إذاً ليست العبرة بمن سبق وإنما بمن صدق.
إذاً هل آن الأوان بأن اقول، الشدة هي اختبار حقيقي لمدى قوة العلاقات بين الناس. فالأشخاص الذين يبقون بجانبك أثناء الشدة هم أصدقائك الحقيقيون الذين يهتمون بك حقًا. أما الأشخاص الذين يتخلون عنك في وقت الشدة فهم ليسوا أصدقاءك الحقيقيين ولا يجب أن تثق بهم،لأنهم أصحاب منفعة ففضحتهم تجارب الحياة.
وأخيراً: النحلة تجد المتعة دائماً في جني العسل من الزهرة، والزهرة أيضاً تجد المتعة دائماً في عطاء الرحيق للنحلة، والنحلة والزهرة تجدان حاجة ونشوة في الأخذ والعطاء، فيا ليت البشر يعتبرون من النحلة والزهرة ويعرفوا معنى العطاء ولا يتغيروا عند الحاجة لهم.
همسة.
إِنّي صَحِبتُ الناسَ ما لَهُم عَدَدُ
وَكُنتُ أَحسَبُ أَنَّي قَد مَلَأتُ يَدي
لَمّا بَلَوتُ أَخِلاّئي وَجَدتُهُمُ
كَالدَهرِ في الغَدرِ لَم يُبقوا عَلى أَحَدِ
إِن غِبتُ عَنهُم فَشَرُّ الناسِ يَشتُمُني
وَإِن مَرِضتُ فَخَيرُ الناسِ لَم يَعُدِ
وَإِن رَأَوني بِخَيرٍ ساءَهُم فَرَحي
وَإِن رَأَوني بِشَرٍّ سَرَّهُم نَكَدي
للتواصل مع الكاتب 0505530539