
بقلم / عماد عمر طيب / مكة المكرمة
عندما تكون داخل البرواز لن ترى سوى المساحة المحددة لذلك البرواز وسوف تتجول داخل هذه المساحة الصغيرة وتكتشف تفاصيل الصورة وتتعرف على الوانها وشيئا فشيئا تحفظ كل التفاصيل والابعاد ويبدأ الملل يداخلك لا نك داخل المحدود. والمخصوص الذي وضعت نفسك فيه خوفا من الخروج الارحب والاوسع الذي سترى من خلاله براويز اخرى وبشكل اوضح واشمل وتنتقل بين الصور المختلفة وتتعمق في اشكال مختلفة عن صورتك وبروازك.
هذه التورية كانت لحياة كل انسان منا يحبس نفسه داخل تفاصيل حياه روتينية مكرره وصولا لانتهاء القصة المملة طفوله دراسة وظيفه زواج تربية ابناء واحفاد وفاه.
ولكن عندما يخرج الانسان الطموح من محدودية التفكير في احتياجاته الحياتية اليومية الى النظر الارحب والاوسع بان يتلمس احتياجات الغير ويساعد في حل مشاكل الناس ويكون صاحب مشروع انساني شامل يضع بصمته في حياة كل من حوله وتتسع دائرة معارفه ليكتسب رياده معلوماتية وخبره اجتماعيه تؤهله ان يكون انسان من الدرجة الاولى وهذا النمط الانساني هو ما ارادة الله سبحانه وتعالى لعباده فأبعاد الحياه الانسانية جبلت على المتواليات حيث تنتهي حياة فرد لتبدأ حياة فرد اخر وانتهاء مصلحة انسان تبنى عليها مصلحة اخرون فتوجب علينا الخروج من البرواز الضيق الافق والوقوف بعيدا عنه قليلا لتظهر لنا حقيقة كل برواز بنظره شموليه فممكن ان نرى في برواز مجاور مريض يشفى وغائب يعود وطفل يكبر وشاب يتزوج وحياه تمضي بكل ما فيها وحتى لو كانت الامور متشابهة فأننا سنرى المتكرر بعين المعتبر وايضا سنجد ما يسلي النفس اذا تعاملنا مع معطيات البراويز الاخرى بإيجابيه وعين ساتره وقلب محب ويد معاونه عندها ترتقي النفس وتسمو الروح ونتعلم كيف نبقى في بروازنا وكيف نخرج بتوقيت مناسب ونفس راضيه .
كلمتين ونص :
مكوثك داخل بروازك لن يفيدك الا لفتره وجيزة حتى تحفظ ابعاد صورتك وبعدها ستمل ولكنك ستجد الوقت قد فات لا نك اذا خرجت من بروازك لن تستطيع الدخول اليه ثانية لا نك تأخرت.
لتواصل مع الكاتب @Emad21209