
وطني المملكة العربية السعودية من أعظم البلدان، فهو يتميّز بوجود الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويتميّز بقيادة حكيمة تحكم بشرع الله. ويمتلك وطني موقعاً جغرافياً استراتيجياً بين ثلاث قارات، كما يمتلك ثروات طبيعية وبشرية، كما ينعم وطني – ولله الحمد – باستقرار أمني واقتصادي لا مثيل له، وله دوره السيادي في العالم العربي والإسلامي.
هذا التميّز وهذه الثروات، جعلته محط أنظار الحاسدين والحاقدين والطامعين؛ الذين يهدفون إلى زعزعة الأمن ونشر الفوضى من أجل القضاء على الإسلام، ونهب ثروات بلادنا وتشتيت بلادنا – كما حدث في بعض البلدان العربية – التي تعاني من آثارها الشنيعة إلى اليوم، ويقوم جنودنا البواسل بحماية الحدود والدفاع عن وطننا بكل شجاعة وإقدام.
وعلى المواطن السعودي – ونحن نتذكّر هذه المناسبة الغالية – أدوار كثيرة تجاه وطنه منها: الحفاظ على الوحدة الوطنية، والمحافظة على ممتلكات الوطن، ودفع عجلة التنمية، والدفاع عن وطنه.
كما يجب عليه أن يدافع عن وطنه بفكره، فكما يقوم جنودنا البواسل بالتصدي للخفافيش عبر الفضاء فيجب أن يتصدى المواطن السعودي للذباب الالكتروني عبر الفضاء الالكتروني.
كما يجب على المثقفين والمفكرين الذود عن الوطن من خلال المنصّات المقروءة أو المسموعة أو المرئية والتصدي للادعاءات الكاذبة ضد بلادنا، وبيان أهمية الوطن ودوره الريادي في العالم، ولا يُقبل من المثقف وصاحب الفكر أن يقول: وطني خط أحمر فقط، بل يجب عليه التصدي للحملات الإعلامية المغرضة ضد الوطن، وبيان مكانته دينيا واقتصاديا.
وعلى المشاهير عامةً إظهار منجزات هذا الوطن المعطاء، والتطورات المستمرة التي يشهدها، وعلى الإعلام إبراز جهود المملكة العربية السعودية الداخلية والخارجية، والجهود الخاصة التي تقدمها في خدمة الحرمين الشريفين للحاج والمعتمر والزائر.
كذلك على الإعلام إظهار صورٍ للبلدان التي شهدت ثورات، وما خلّفتها من دمار ونقص في الخدمات المقدمة للمواطن، وما صاحبها من تعطّل في التنمية وضعف الاقتصاد، وضعف الأمن.
وعلى الخطباء تذكير الناس بأن في أعناقهم بيعة لولي الأمر في المنشط والمكره يجب الوفاء بها، وأن من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية، وكذلك يجب عليهم حث الناس على الأخذ بمنهج الوسطية والاعتدال.
واليوم ونحن نعيش الذكرى الواحدة والتسعين لتوحيد المملكة العربية السعودية وطننا الغالي وما ننعم به من نعم فوق أرضه وتحت سمائه، وما يعيشه العالم من اضطرابات مختلفة، الأمر الذي يتطلّب من كل سعودي المحافظة على الوحدة الوطنية، والحفاظ على ممتلكات الوطن والذّود عنه بالفكر والعمل، ودفع عجلة التنمية والمسارعة بوطننا نحو المجد والعلياء حتى يكون وطنا في مصاف الدول المتقدمة وما نحن عن ذلك ببعيد.
حفظ الله بلادنا، آمنة مطمئنة رخاءً سخاءً بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان.
وكل عام ووطننا وقيادتنا بخير.
لتواصل مع الكاتب Email: d.hmeed-m@hotmail.com