تُرى هل ممكن أن يتحول الحلم لسراب ؟ نجد أن حلم كل أم في الحياة رؤية إبنتها يوم من الأيام فتاة جميلة وعروس تتمناها جميع الأمهات عروس لأبنائهن.
تكبر الطفلة وتصبح فتاة ويتحقق حلم الأم ويأتي الخاطب ليخطبها وتتم الخطبة ويحين وقت الزفاف شهور وأيام وليالي تعيشها عائلة الفتاة في عناء مشتريات العروس من مجوهرات وفساتين وأمور كثيرة لتجهيز دبش العروسة.
وأهم هذه التجهيزات وعلى رأسها هي طلة العروسة من تسريحة وميك أب والفستان الأبيض الفاخر والبحث هنا وهناك في المتاجر وتوصية الصديقات للبحث عن أحدث صيحات الموضة لتنسيق ديكور قاعة الزفاف وإختيار أجمل باقات الزهور وأفخر واشهى أنواع الطعام والشراب لضيافة الحضور والمدعوات.
جميلة جداً تلك المشاعر لتحضيرات العرس بتفاصيلها الصغيرة من إختيار لديكور القاعة والضيافة ومطربة الحفلة ..الخ وجميلة هي أيضاً تلك الترتيبات وإحساس الفرح والسعادة أثناء تلك التحضيرات. والتخطيط الدقيق والجهد من مختلف أعضاء الأسرة
لتكون ليلة العمر لا مثيل لها كما يُقال.
ولكن هناك موضوع هام جداً نسيت العروس التحضير له ودراسة مراحله ، وهو ما سيكون بعد تلك الليلة ومع من سيشاركها الحياة المستقبلية. وكأن أهمية الشريك شيء يُنظر إليه لاحقاً.
وتُقام مراسم الفرح وتستمع العروس بليلتها مع أهلها وصديقاتها كما خُطط له من قبل بنجاح كبير ومُبهر للحضور ( وكما حلُمت أم العروس ).
ويذهب العروسان لشهر العسل ويقضيان أجمل الأوقات ، ولا يمضي أسابيع وأيام من بعد عودتهما إلا وتتفاجأ الأسرة بسماع خبر طلاقهما.
وللنتيجة السلبية هذه وحدوث هذا الفشل ووصولاً للطلاق ليس بغريب ، فنجد السبب الرئيسي هو قصور تفكير العروس لمشروع زواجها والذي ينصب معظمه في المظاهر والتفاخر فقط.
ولأن أهم عنصر في المشروع ( الزوج شريك الحياة ) لم يُهتم بإختياره من حيث أخلاقه ودينه وثقافته ، ومدى نضجه وتفهمه لمشروع الزواج المستقبلي ، ولكن وللأسف يُنظر له انه أمر غير مهم ويُنظر فيه لاحقاً.
والنتيجة أنه أصبح بنسبة كبيرة من الزيجات بزمننا هذا اليوم فاشلة وتنتهي بوقت قصير ومن الأسباب أيضاً ، أن الهدف من مشروع الزواج ليس لتكوين حياة زوجية وبناء أسرة ومستقبل.
بل لتحقيق أحلام الفتيات وأمهاتهن بإرتداء الفستان الأبيض وحفلة فاخرة ، وللتباهي والتفاخر بكل ذلك أمام الأقارب والصديقات.
ولا ننسى موضوع التصوير ذو الثمن الباهظ كي يرى الصور القريب والبعيد في السنابات وبعض وسائل التواصل إن أمكن.
وهنا تأتي أهمية دور الوالدين في نجاح مشروع الزواج وذلك بتوعية العروسان لإنجاح أهم مشروع في حياة أبنائهما والشاهد في الموضوع ما كُتب في صحيفة الوطن في إحصائية ذكرتها بأن نسبة الطلاق في المملكة (( ١٦٨ يومياً. بواقع ٧ حالات طلاق في الساعة )) وبمعدل يفوق الحالة الواحدة كل ١٠ دقائق.
وقد جاء في الحديث الشريف. (( كلكم راعً وكلكم مسؤول عن رعيته )).
* وهنا أقول :
* لا مشكلة ولا مانع للعروس أن تجتهد لتكون ليلة زفافها جميلة ورائعة وكما تحلم بها ، ولكن الأجمل أن يكون السعي الأكبر والإهتمام الأعظم لها هو لما بعد هذه الليلة ، ولمن سيشاركها الحياة الزوجية ويكون رب أسرتها المستقبلية والقدوة الصالحة لهم.
* كي لا يصبح حلم أم العروس ل٢٤ ساعة فقط.
للتواصل مع الكاتبة @khateerym