هل سألتم الله العافية ودوام العافية، بل هل أكثرتم من سؤال الله عز وجل العافية في الدنيا والآخرة؟ وماذا نقصد بالعافية؟ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا عباس، يا عم النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من الدعاء بالعافية) رواه الحاكم وابن أبي الدنيا. و روى العباسُ بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: (سَلْ اللَّهَ الْعَافِيَةَ) فَمَكَثْتُ أَيَّامًا ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللَّهَ، فَقَالَ لِي: (يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ سَلْ اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) رواه الترمذي. تأملوا فِي أَمْرِهِ صلى الله عليه وسلم لِلْعَبَّاسِ بِالدُّعَاءِ بِالْعَافِيَةِ بَعْدَ تَكْرِيرِ الْعَبَّاسِ سُؤَالَهُ بِأَنْ يُعَلِّمَهُ شَيْئًا يَسْأَلُ اللَّهَ بِهِ، فهذا دَلِيلٌ جَلِيٌّ بِأَنَّ الدُّعَاءَ بِالْعَافِيَةِ لا يُسَاوِيهِ شَيْءٌ مِنْ الأَدْعِيَةِ وَلا يَقُومُ مَقَامَهُ شَيْءٌ مِنْ الْكَلامِ الَّذِي يُدْعَى بِهِ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ.
انتبه الى ان العافية تعني النار في المغرب ولكن سوف نكمل موضوع الرفاهية من خمسينيات القرن السابع عشر: يعود استخدام كلمة “العافية” في اللغة الإنجليزية – والتي تعني عكس “المرض” أو “حالة الصحة أو الصحة الجيدة. وفي تسعينيات القرن الثامن عشر: قام الطبيب الألماني كريستيان هانمان بتطوير المعالجة التجانسية، وهو نظام يستخدم مواد طبيعية لتعزيز استجابة الجسم للشفاء الذاتي. وفي ستينيات القرن التاسع عشر: روج الكاهن الألماني سيباستيان نيب لـ “علاج كنيب” الذي يجمع بين العلاج المائي والأعشاب والتمارين الرياضية والتغذية. ظهرت أيضًا حركة الفكر الجديد حول نظريات فينياس كويمبي حول الشفاء بمساعدة عقلية. اما في سبعينيات القرن التاسع عشر: أسست ماري بيكر إيدي العلوم المسيحية القائمة على العلاج الروحي. لا يزال أندرو تايلور يطور العلاج العظمي، وهو نهج شامل يرتكز على التعامل مع العضلات والمفاصل. وفي ثمانينيات القرن التاسع عشر: كان الطبيب السويسري ماكسيميليان بيرشر-بينر رائدًا في الأبحاث الغذائية، ودعا إلى اتباع نظام غذائي متوازن من الفواكه والخضروات. وفي تسعينيات القرن التاسع عشر: قام دانييل ديفيد بالمر بتطوير العلاج بتقويم العمود الفقري، مع التركيز على بنية الجسم ووظيفته. وفي القرن العشرين: يتبنى جون هارفي كيلوغ نظامًا غذائيًا صحيًا وممارسة الرياضة والهواء النقي والعلاج المائي و”تعلم البقاء بصحة جيدة”.
يعود استخدامنا الحديث لكلمة “العافية” إلى خمسينيات القرن العشرين، وهو عمل أساسي – لكنه غير معروف – للطبيب هالبرت ل. دان، بعنوان العافية عالية المستوى (نُشر عام 1961). على الرغم من أن عمل دان لم يحظ باهتمام كبير في البداية، إلا أن أفكاره تم تبنيها لاحقًا في السبعينيات من قبل شبكة غير رسمية من الأفراد في الولايات المتحدة، بما في ذلك الدكتور جون ترافيس، ودون أرديل، والدكتور بيل هيتلر، وآخرين. أنشأ “آباء حركة العافية” هؤلاء نماذجهم الشاملة للعافية، وطوروا أدوات جديدة لتقييم العافية، وكتبوا وتحدثوا بنشاط عن هذا المفهوم. كان ترافيس وأرديل وهيتلر وشركاؤهم مسؤولين عن إنشاء أول مركز صحي في العالم، وتطوير أول مركز صحي في الحرم الجامعي، وإنشاء المعهد الوطني للصحة والمؤتمر الوطني للصحة في الولايات المتحدة. وهكذا استمر العمل والتطوير لهذا المعنى الشامل للصحة الجيدة والعافية ورفاهية البدن والعقل ,وتم إطلاق المزيد من البرامج التي ترعاها الحكومة لتعزيز أنماط الحياة الصحية في المدن/الولايات الأمريكية. انتشر المفهوم الحديث للعافية أيضًا إلى أوروبا، حيث تم تأسيس جمعية العافية الألمانية, واتحاد العافية الأوروبي في عام 1990. وفي نهاية القرن العشرين، بدأت العديد من الشركات في تطوير برامج الصحة في مكان العمل. شهدت صناعات اللياقة البدنية والمنتجعات الصحية نموًا سريعًا على مستوى العالم. وبدأت مجموعة متزايدة باستمرار من المشاهير وخبراء المساعدة الذاتية في تقديم مفاهيم العافية إلى الجمهور العادي.
للتواصل مع الكاتب adel_al_baker@hotmail.com