انتشر مؤخرا بين مجالس الموظفين و الناس عامة وظهرت على شبكات التواصل الاجتماعي من معرفات و حسابات حقيقية و موثقة مشاعر الغضب و الانزعاج الشديد من ظاهرة عدم احترام الخصوصية أو ما يسمى باللهجة العامية ( اللقافة ) خاصة في المجتمعات الوظيفية مما أدى إلى نفور البعض من بيئة العمل و تجنب التعامل بشكل إيجابي أو ترك انطباع جيد و تشكيل بيئة عمل إيجابية و نظيفة و سوية.
فبمجرد أن يتم تعين الموظف و تبدأ تلاحقه النظرات و العبارات و التساؤلات و الفضول اللامنطقي و الذي يبعد كل البعد عن منطق التعارف المحمود و الدبلوماسية المنطقية من كل من هب و دب فضلا عن استظراف البعض أو استغلال سلطته بغير وجه حق.
والسؤال الذي يطرح نفسه ما علاقة العمل بالحياة الشخصية للموظف ؟ ما علاقة زواجه و طلاقه و راتبه و سكنه و أقاربه و و و و بالعمل ؟ ماذا ستضيف أجوبة تلك الأسئلة على العمل ؟.
شخصيا لست ضد التعارف المحترم و السؤال العام و الترحيب بالموظفين و تقديم واجب العزاء أو الاحتفال بمناسبة معينة وغيرها من الواجبات الاجتماعية التي تقوي اواصر العلاقة و المحبة بين الموظفين في منظومة العمل بشرط احترام الحدود الشخصية و تجنبا في نفس الوقت للإحراج أو افتعال المواقف و ردات فعل سلبية أو عنيفة و خلق فجوات تؤثر على أجواء بيئة العمل ومن ثم تبدأ تتشكل بيئة العمل السامة و السلبية بين الموظفين.
اللقافة أمر منهي عنه دينيا و اجتماعيا بل هو فعل غير مقبول و الأدلة على ذلك كثيرة فما هو شعورك حين تسأل أحدهم سؤال شخصي و تكون الإجابة (ليس لك دخل )؟ أو ( لماذا تسأل ) ؟ او ( ما هوا الهدف من السؤال )؟ لماذا تضع نفسك في هذه المواقف الحرجة التي ستكون تبعاتها وخيمة ؟.
أعلم ان البعض سيقول ربما أراد بالسؤال خيرا !!! والجواب هو كمية الانزعاج من خصلة اللقافة و ما حدث بعدها من أجوبة على تلك الأسئلة غالبا لم يكن المقصد بها خيرا أبدا و الشواهد كثيرة.
لست أول ولا اخر من كتب أو سيكتب عن اللقافة و احترام الخصوصيات و هذا إن دل على شيء فيدل بالإجماع أن ( اللقافة عيب ).
واخيرا اذكركم بحديث سيد الخلق عليه افضل الصلاة والسلام [ من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ].
للتواصل مع الكاتبة Nesreen_med