
لا تقرأ كما يفعل الأطفال ليتسلوا..
أو كما الطامحون من أجل التعلم..
بل إقرأ لتعيش، فالقراءة حياة..
غوستاف فلوبير..
من أجمل وأروع القصص الواقعية الثقافية..
أهدي هذه القصة لكل من يقرأ ويعجب بالكتابة ولو كانت متواضعة، مع سلامٍ محملٍ بالود والمحبة للأوفياء الذين هم دائماً في القلب..
واهديها بمحبة لمن يستخف بالكتابة والكتاب..
قصة خوسيه غوتيريز.. عامل النظافة الذي حولّ
بيته إلى أشهر مكتبة مجانية في العالم..
لمدة تتجاوز العشرين عاماً وأكثر، كان يعمل خوسيه ألبرتو غوتيريز سائقاً لشاحنة تجمع القمامة في العاصمة الكولومبية بوغوتا
غير أنه اليوم يعد واحداً من أشهر الأشخاص بالقارة الأمريكية، بعد أن نجح في تأسيس مكتبة كبيرة من الكتب الملقاة في القمامة
تضم مجموعة ضخمة من أشهر الروايات وكتابات المشاهير حول العالم..
بدأت قصة عامل النظافة خوسيه غوتيريز
مع الكتب سنة 1997، حيث اكتشف ذات صباح ان الناس يلقون في حاويات القمامة أعداداً كبيرة من الكتب، وبدأ يجمع هذه الكتب..
وكانت رواية ” آنا كارنينا ” للكاتب الروسي الكبير ليو تولستوي أول كتاب عثر عليه خوسيه
وبساعات الفجر الباردة في العاصمة الكولومبية
تمكن من جمع الآلاف من الكتب، وتخزينها في منزله في حي مويفا غلوريا جنوب بوغوتا..
ومع مرور السنوات أصبح بيته مليئاً بالكتب والروايات والقصص والشعر والكتب التعليمية..
مثل “الإلياذة”، “الأمير الصغير”، “عالم صوفي” وكتب الأديب الكولومبي الكبير غبرييال غارسيا ماركيز الحائز على جائزة نوبل للأدب..
حتى أضحى الكثيرون من عشاق الكتب عبر العالم يلقبونه ب” سيد الكتب “..
عام2000 حوّل خوسيه مع زوجته وأولادهما
الثلاثة الطابق الأول من منزلهم إلى مكتبة عامة مجانية وأطلقوا عليها اسم “قوة الكلمات”.. وحيث حظيت هذه المبادرة بشهرة عالمية وعرفت نجاحاً فاق كل التوقعات، وأصبحت أشهر مكتبة في العالم تقدم الكتب مجاناً..
بعد سنوات طور خوسيه وأسرته هذه المبادرة
وأصبح يتلقى دعوات لحضور معارض لكتب
كما تلقى الكثير من التبرعات، وتمكنت عائلته من إيصال الكتب إلى كل أرجاء كولومبيا خصوصاً في المناطق المهمشة والنائية..
العبرة.. أن خوسيه الذي كان لربما لا يستعمل الكمبيوتر والتلفون المحمول ولا النت ولا يقود السيارات الفاخرة ولا يعيش في بيوت فخمة، ولكنه أضحى مرجعاً للثقافة والكتاب..
ليؤكد القول : لا غِنَى كالعقلِ ولا فقرَ كالجهلِ
ولا ميراثَ كالأدب..
فلا تبرر كلماتك في كل مرة يُساء فهمك فيها..
فالعقول السيئة لن تستوعب النية الحسنة..
والعقول الصغيرة لن تستوعب الكلمات العميقة..
اللهمّ إنّا نسألك إيمانًا خالصاً لك، ويقيناً تامّاً بك..
وصحةً كاملة، وقلباً سليماً، ولسانًا صادقًا ذاكراً..
رسالة من عبدالله لعبدالله.
للتواصل مع الكاتب KhaledBaraket@gmail.com