
عبد الرحمن الحازمي لـ الكفاح نيوز- تغلبت على إعاقتي بدعم وتشجيع والداي والمسؤولين في الدولة وإصراري وطموحي.
همتي كما همة السعوديين التي وصفها ولي العهد – كجبل طويق.
في أول حلقة من زاوية ( هموم إنسانة – مع – الكفاح نيوز ) هذه الزاوية التي خصصت لنشر هموم الناس بناء على رغبتهم مع اثبات الحقيقة بالأوراق الرسمية والصور وللتواصل مع مسؤول الزاوية المحرر – احمد الأحمدي مكة المكرمة على جوال ( 0505517873 ) أو على رقم جوال التحرير 0555512108
إستطاع الشاب عبد الرحمن بن عبد الله الحازمي أن يتغلب على إعاقته التي أصيب بها أثر حادث مروري مروع تسبب له في شلل نصفي حيث واصل علاجه داخل المملكة وخارجها وكذلك تعليمه الدراسي من الصف الثالث الثانوي حتى المرحلة الجامعية والحصول على درجتي البكالوريوس والماجستير وتزوج والتحق بالعمل الحكومي موظفا بإحدى الوزارات الهامة.
صحيفة – الكفاح نيوز- التقت بالشاب الحازمي في حوارها التالي.
الإسم : عبدالرحمن بن عبدالله بنيه الحازمي – المؤهل العلمي : ماجستير إدارة عامة العمل الحالي : موظف حكومي
الحالة الاجتماعية : متزوج.
** ما نوع اصابتك وما أسبابها
* إعاقة حركية إثر حادث مروري.
** ماذا تقول للشباب لتفادي مثل اصابتك ؟
* الإلتزام بالتعليمات الصادرة من الإدارة العامة للمرور والانتباه أثناء القيادة.
** متى كانت اصابتك وأين تلقيت مراحل علاجك ؟
* إصابتي كانت في تاريخ ٨/٤/١٤٣١هـ وأنا في المرحلة الثانوية وتم علاجي داخل السعودية على نفقة الدولة اعزها الله ابتداءً من مستشفى الحرس الوطني بجدة ثم نُقلت بإخلاء طبي الى مستشفى الحرس الوطني بالرياض ثم مدينة الامير سلطان بالرياض وأخيراً جمهورية التشيك.
** كيف استطعت التغلب على اصابتك ومواصلة تعليمك حتى حصلت على درجة الماجستير ؟ وما هو عنوانها ؟
* التغلب على الإصابة كان رحلة مليئة بالتحديات والإصرار. بدأت بتقبل الوضع لكن كانت هناك عقبات جديدة تعترضني وعليّ تجاوزها. فاستعنت بالله أولاً ثم اعتمدتُ على تنظيم وقتي بفعالية، حيث خصصت وقتاً للراحة والعلاج الطبيعي بجانب الوقت المخصص للدراسة. وكان أيضاً البحث عن الدعم جزءاً أساسياً من رحلتي، سواء من العائلة أو الاصدقاء أو من الزملاء والمعلمين. لم أتردد في طلب المساعدة عندما كنت بحاجة إليها، واكتشفت أن هناك الكثير من الناس لديهم الاستعداد لتقديم الدعم بروح طيبة ونفوس راقية ومن خلال كل هذه الجهود والتضحيات والصبر استطعت أن أتغلب بفضل الله تعالى ثم بفضل والديّ على إصابتي وأكمل دراستي حتى حصلت بحمد الله على درجة الماجستير مما يؤكد أن الإصرار والعمل الجاد بعد الإستعانة بالله يمكنهما تحقيق المستحيل وقد كان تخصصي في الماجستير في ( الادارة العامة ) وعنوان رسالتي: أثر ضغط العمل على الأداء الوظيفي بالمستشفيات.
** ما هو دور الوالدين في حياتك حتى وصلت الى ما وصلت إليه في حياتك المهنية ورحلتك العلاجية ؟
*دور الوالدين في حياتي كان بمثابة الأساس الذي بُنيت عليه كل نجاحاتي وتحدياتي بعد فضل الله. فقد كانوا دائمًا الصخرة التي استندت إليها في أوقات الصعاب، والمصدر الذي استمددت منه قوتي وصبري فمنذ طفولتي، كانوا يدعمونني ويشجعونني على حب العلم وحفظ القرآن حتى حفظته وكان عمري احدى عشر عاماً ولله الحمد والشكر. وبعد الحادث كانوا يزرعون في قلبي الأمل بأنني سأتحسن وسوف أقف على قدمي وأمارس حياتي بشكل طبيعي . أمي كانت دائمًا تهمس في أذني كلمات تحفزني، تجعلني أشعر بأنني قادر على التغلب على أي عائق. أما والدي، فكان يسهر الليل يفكر في أفضل الطرق لتوفير العلاج والرعاية التي أحتاجها، يعمل بجد ليلاً ونهارًا لضمان أن لا شيء ينقصني. لقد كانوا معي في كل خطوة، وفي كل نجاح وفي كل إخفاق، يقدمون لي حبهم غير المشروط، ودعمهم اللا محدود، وصبرهم الذي لا ينتهي. علموني أن القوة الحقيقية لا تكمن في الجسد، بل في الروح والعزيمة. بفضلهم، تعلمت أن أواجه التحديات بابتسامة، وأن أعمل بجد لتحقيق أهدافي. هم السبب في أنني استطعت أن أصل إلى ما أنا عليه اليوم بعد فضل الله لن أنسى أبدًا تلك الأوقات التي كانوا يمسكون بيدي، يربتون على كتفي، ويقولون لي بكل حب: “نحن معك، ونحن فخورون بك.” دورهم في حياتي ليس مجرد دور عادي، بل هو قصة حب وتضحية، قصة إيمان لا يتزعزع بأنني قادر على تحقيق كل ما أصبو إليه. هم أبطالي الحقيقيون، ولهم أرفع قبعتي وإليهم أهدي كل نجاحاتي.
** ماذا تقول لإخوانك من ذوي الاحتياجات الخاصة فيما يتعلق بالتغلب على الإعاقة ومواصلة مشوارهم العلمي والوظيفي والحياتي ؟
*أقول لهم من أعماق قلبي: لا تجعلوا الإعاقة تقف في طريق أحلامكم فالإعاقة ليست نهاية الطريق، بل هي بداية لتحديات جديدة يمكننا التغلب عليها. ثقوا بربكم ثم بقدراتكم وبأنكم تستطيعون الوصول إلى ما تريدون اطلبوا الدعم لا تترددوا في طلب الدعم من أهلكم وأصدقائكم. الدعم العاطفي والمعنوي مهم جدًا، ولا تخجلوا من الاعتماد على من يحبونكم ويهتمون بكم
ضعوا أهدافًا واضحة لحياتكم التعليمية والمهنية. حتى لو كانت الخطوات صغيرة، فإن التقدم المستمر يحقق نتائج عظيمة كونوا صبورين ومثابرين فالطريق قد يكون صعبًا، لكن المثابرة والصبر هما مفتاح النجاح. لا تيأسوا من العقبات، بل اعتبروها فرصًا لتعلم شيء جديد واكتساب قوة إضافية. تسلحوا بالتعليم والمعرفة فالتعليم هو السلاح الأقوى في مواجهة التحديات. استلهموا من قصص نجاح الآخرين من ذوي الإعاقة. إذا تمكنوا هم، فأنتم تستطيعون أيضًا. استمروا في السعي لتحقيق أحلامكم، وكونوا فخورين بما أنتم عليه. المستقبل أمامكم، ومليء بالفرص الرائعة.
** ماذا عن طموحك الآن في مشوارك الوظيفي.
* كان طموحي قبل إصابتي بالحادث أن أكون ضابطاً لخدمة مليكي ووطني، وأن أساهم في أمن واستقرار دولتي. كان هذا الحلم يشغل تفكيري منذ الصغر، حيث كنت أتطلع بكل حماس إلى اليوم الذي أتمكن فيه من ارتداء الزي العسكري والعمل على حماية الوطن والمواطنين. ولكن القدر كان له خطة أخرى، إذ تعرضت لحادث مروري حال دون تحقيق هذا الحلم الكبير. رغم التحديات التي واجهتها بعد الحادث، لم أسمح لها أن تقف في طريقي. فقررت مواصلة مسيرتي الأكاديمية، وحصلت على درجة الماجستير بتفوق. كان هدفي أن أثبت لنفسي وللجميع أن الإصرار والعزيمة يمكن أن يتغلبا على أي عقبة. بفضل الله، ثم بفضل دعم دولتنا الغالية اعزها الله ثم دعم عائلتي وأصدقائي، تمكنت من تحقيق هذا الهدف بعد حصولي على الماجستير وحصولي على عدة شهادات احترافية وقرابة المئة دورة تدريبية حظيت بشرف كبير حين تم استقطابي في احدى الوزارات الحكومية والتي تهتم بأمن وطننا الغالي. كان هذا بمثابة تحقيق لحلم جديد، حيث أتاح لي فرصة خدمة ديني ومليكي ووطني. وأحرص دائماً على تحقيق مصالح دولتي في المقام الأول، وكذلك مصالح الوزارة التي أعمل بها كل يوم، أستمد إلهامي من رؤية قادة بلدي وتفانيهم في خدمة الوطن فهم قدوتي وعلى رأسهم سمو سيدي عراب رؤية ٢٠٣٠ الامير محمد بن سلمان اعزه الله تعالى طموحي الآن هو أن أواصل تطوير مهاراتي ومعرفتي في مجال عملي، وأن أكون جزءاً من الجهود المستمرة لتعزيز أمن واستقرار بلادي. وأطمح أيضاً إلى تحقيق المزيد من الإنجازات والمساهمات التي تعود بالفائدة على وطني العزيز.
** هل تواجهك مصاعب في مشوارك العملي ؟
*بشكل عام يمكن أن يواجه الأشخاص من ذوي الإعاقة الحركية تحديات متعددة في مسارهم العملي، مثل: الوصول إلى أماكن العمل قد تكون هناك صعوبة في الوصول إلى المباني أو التنقل داخلها بسبب نقص التسهيلات مثل المنحدرات أو المصاعد التكيف مع بيئة العمل قد يحتاج الشخص إلى تجهيزات خاصة أو تعديلات في بيئة العمل لتتناسب مع احتياجاته، مثل مكاتب مهيأة أو أجهزة مساعدة قد تتطلب بعض الوظائف استخدام تقنيات أو أدوات قد لا تكون مهيأة للاستخدام من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة التغلب على هذه التحديات يتطلب دعماً مجتمعياً وقانونياً لتوفير بيئة عمل شاملة ومهيأة للجميع ولكن؛ ولله الحمد فإن جميع أجهزة الدولة حريصة كل الحرص على توفير جودة حياة كريمة وتهيئة جميع مرافق ومقرات العمل على مستوى الدولة لتكون مناسبة لذوي الإعاقة. ويأتي ذلك تحقيقًا لطموحات وتطلعات رؤية سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله. وفي جهة عملي حظيت بدعم لا محدود من جميع المسؤولين وجميع الزملاء، مما ساهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف وإنجاز المهام بكفاءة وفعالية. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك تعاون وتنسيق مستمر بين جميع أفراد الفريق، مما أتاح لنا التغلب على التحديات والعقبات بسهولة. هذا الجو الإيجابي جعل بيئة العمل محفزة وممتعة، وأسهم في تطوير مهاراتي المهنية والشخصية بشكل ملحوظ.
** ماهي كلمتك الأخيرة في هذا الحوار.
* يطيب لي بدايةً أن أرفع أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام سيدي ومولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – يحفظه الله – ولسمو سيدي ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – يحفظه الله – والذين ما فتئوا بتقديم كافة سبل الدعم والإهتمام بجميع المواطنين واخص بذلك فئة ذوي الاعاقة الذين حظوا بدعم لامحدود منهم كما أخص بالشكر والتقدير سمو سيدي وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود على دعمه اللامحدود. ولا يفوتني ان اشكر معالي نائب وزير الداخلية الدكتور ناصر بن عبدالعزيز الداود ومعالي مساعد وزير الداخلية لشؤون العمليات الفريق اول سعيد بن عبدالله القحطاني ومعالي مساعد وزير الداخلية المهندس الدكتور هشام بن عبدالرحمن الفالح ومعالي وكيل وزارة الداخلية الدكتور خالد البتال على حسن تعاملهم وجميل أخلاقهم مع الجميع. وكذلك معالي الدكتور بندر بن عبدالمحسن القناوي المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني والذي كان متابعاً لحالتي الصحية بنفسه ولم يقصر معي أبداً.
واشكر ايضاً جميع اقربائي وعلى رأسهم اللواء ركن طيار / عطيان بن عطية الحازمي على دعمه اللامحدود هو وابنه أخي محمد واسرته الكريمة وزيارتهم اليومية لي طوال فترة علاجي التي استغرقت قرابة السنتين ومرافقته لنا في تشيك ومتابعته حالتي الصحية أولاً بأول بل قيامه بتحمل جميع تكاليف علاجي في جمهورية التشيك وعلى مدى ثلاثة أشهر حتى تم تأهيلي – ولله الحمد والشكر.
والخلاصة : فإنني أستلهم في تحقيق نجاحاتي من قول سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان، الذي يبعث في نفسي الطموح والإصرار على تحقيق الأفضل دائمًا. استلهم كلماته الحكيمة ورؤيته الثاقبة التي تدفعني للعمل الجاد والمثابرة من أجل تحقيق التقدم والنجاح لوطني العزيز ولنفسى ( همة السعوديين مثل جبل طويق ولن تنكسر ).
كما اشكر صحيفة الكفاح نيوز – على هذا اللقاء.
ونعم الاخلاق بوعبدالله الله يوفقه