في ذاك الزمان لم أكن أعرف فيه سوى البراءة والنقاء عالم طفولتي كان ملوناً بالحب والأمان، حيث لا هم سوى اللعب والمرح.
لا هم لي إلا التنقل من لعبة إلى أخرى، والاستمتاع بكل لحظة.
كنت أتجول بحرية، أقفز وأركض من دون خوف أو قيود ثم جاء الشباب ليغير من وجهة نظري للعالم تطلعاتي وآمالي اتسعت، وبدأت أحلم بمستقبل زاهر أحققه بمجهودي.
كنت أملك من الطاقة والحيوية ما يكفي لتحقيق أي هدف أرمي إليه كانت كل الطرق مفتوحة أمامي، وكل الإمكانات متاحة لكن سرعان ما تسللت الشيخوخة ببطء، وبدأت تغزو حياتي أحسست بتراجع قدراتي البدنية والعقلية، وشعرت بالخوف من المستقبل.
كان الوهن والتعب يتسللان إلي دون أن أستطيع إيقافهما وكلما تقدمت في العمر، بدا الظلام والبطء يلفان كل شيء اليوم، أنظر إلى مرآتي فأرى وجهاً باهتاً وجلداً متجعداً، بعيداً عن الصورة التي كنت أراها في الماضي. أشعر بثقل في أطرافي وآلام في مفاصلي.
وأصبحت الأصوات مكتومة والحركات بطيئة، وكأن كل شيء يعاني من الركود والتراجع الخوف من المجهول أتمنى لو أستطيع العودة إلى تلك الأيام المشرقة، عندما كنت أنطلق بحرية وأستمتع بكل لحظة.
أتذكر الأوقات التي كنت فيها نشيطاً وقادراً على فعل كل ما أريد. لكن الآن، باتت كل تلك الأمور مجرد ذكريات باهتة أحاول أن أتقبل هذا التغير ولكن يصعب علي ذلك.
أشعر بالخوف من ما هو قادم، من الضعف والعجز الذي سأواجهه أتساءل إن كنت سأكون قادراً على الاحتفاظ بكرامتي وقدرتي على الاستمتاع بالحياة.
أتمنى لو أستطيع إيقاف الزمن والبقاء على ما أنا عليه دائماً لكن الحياة تسير بلا توقف، والتغير حتمي علي أن أتقبله بشجاعة وأن أستغل كل لحظة متبقية لي بأفضل ما يمكن.
على الرغم من كل المخاوف والتحديات، هناك دائماً أمل. فالشيخوخة ليست نهاية الحياة، بل مرحلة أخرى من رحلتنا نحو الكمال نحن جميعًا مدعوون لاستغلال ما تبقى لنا من وقت بأفضل ما نستطيع، والاستمتاع بكل لحظة بشكل مختلف.
فليس هناك ما يقلق إذا استطعنا أن نتقبل التغير بشجاعة وحكمة. لنجعل من هذه المرحلة فرصة للنمو الروحي والحكمة، وللاستمتاع بالبساطة والرضا الداخلي.
فالعمر تجربه إذا استطعنا أن نُحسن التعامل معها.
للتواصل مع الكاتبة ahofahsaid111112@