أستعرضت الكاتبة الصحفية زينب الباز نائب رئيس تحرير مجلة نصف الدنيا الأهرام في حلقة جديدة من حلقات الستات حكايات تاريخ المناضلة اليسارية شاهندا مقلد التي ولدت فى عام 1938 بقرية كمشيش بمركز تلا التابع لمحافظة المنوفية لأب ضابط وطني، ذو ميول وفدية، ورثت عنه النضال والوطنية.
تعد “مقلد” سيدة ذات طابع خاص أختارت منذ نصف قرن مناصرة فقراء الفلاحين ضد قوى الظلم والفساد والقمع حصلت شاهندا مقلد والفلاحون على 4 مقاعد من أصل عشرة فى الإتحاد القومي لتوزع الأرض التي صادرتها الدولة من الإقطاعيين على الفلاحين، وظلت تناضل من داخل كمشيش من خلال فضحها لممارسات الإقطاع إلى أن فرضت الحراسة على أموالهم.
دعمت شاهندا مقلد الإصلاحات الإقتصادية والإجتماعية للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وخاضت هى وزوجها صراعًا مريرًا مع بقايا الإقطاع فى مصر.
قتل زوجها صلاح حسين فى الرابع أبريل عام 1966 بعد أسابيع من إنجاب شاهندا لابنتها بسمة، فى الأحداث التى شهدتها البلاد فى هذه الفترة، وشاركت “مقلد” فى تشييع جنازة زوجها القتيل، متوعدة بمواصلة نضاله من أجل الفلاحين.
حظيت حادثة إغتيال زوج “مقلد” باهتمام كبير داخل مصر وخارجها، وتناقلت الصحف العالمية حادث قرية كمشيش أنتقدت “مقلد” نظام مبارك، ونددت بعواقب زواج رأس المال بالسلطة، بل إنها عانت فى السنوات الثلاثة الأخيرة قبيل ثورة يناير من حالة إحباط، هاجمت فيه أداء حزب التجمع الذى أنتمت له قائلة: “إن سياسية بلا وطن”.
كانت شاهندا أول المهاجمين لحكم الإخوان، وتحديدًا بعد إصدار الإعلان الدستورى المكمل، وظلت تطالب برحيل حكم الإخوان إلى أن رحل بالفعل.
كانت لشاهندا مقلد عقود طويلة من النضال والتضحية قضتها تلك السيدة الصامدة التى أفنت جلَّ حياتها فى محاربة الظلم الاجتماعي والاستغلال الاقتصادي للمرأة المصرية والعربية بشكل عام.
توفت شاهندا مقلد مساء الخميس الموافق 2 يونيو عن عمرًا ناهز الـ78 عامًا بالمركز الطبي العالمي بعد صراع طويل مع المرض.