في أعماق وجودنا، تختبئ جراحات لا تنطفئ. أقنعة البهجة والابتسامات الزائفة تخفي خبايا النفس المتوارية كأننا نحمل داخلنا ألغاما نفسية، قد تنفجر في أي لحظة مفاجئة، مخلّفة دمارًا في مشاعرنا وأفكارنا.
تلك الجراح والكوابيس التي نحاول إخفاءها عن الآخرين، هي ما تشكل حقيقتنا الداخلية. حقيقة مؤلمة نخاف الاعتراف بها، ونتجنب مواجهتها. فنتظاهر بالقوة والثبات، كأننا نحتمي خلف جدران صماء تمنع اختراق واقعنا المؤلم.
لكن الحقيقة تلح علينا، وتطالبنا بالانكشاف والاعتراف تلك الجراح التي نحاول إخفاءها هي من تشكل هويتنا الحقيقية. فما الفائدة من إخفائها وتمويهها؟ ألا يكمن التحرر في الاعتراف والمواجهة؟
قبول ذواتنا بكل ما فيها من نكسات ومآس، هو طريق الشفاء والتجدد. عندما نتقبل صدق مشاعرنا ومخاوفنا، نستطيع أن نتحرر من قيودها، ونبني أنفسنا من جديد.
لا تخف إذن من لغم النفس. اعترف بوجوده، واجهه بشجاعة. فالتحرر يكمن في الاعتراف والمواجهة، لا في الإنكار والتمويه.
للتواصل مع الكاتبة ahofahsaid111112@