الحياة كالبحر الفسيح، ذلك الكيان الرحب الذي يتموج بلا هوادة، يرتفع ثم ينخفض، يهدأ ثم يعود لتكسير صخور الشاطئ في هذا البحر الحياتي، نحن نرقص، نتأرجح بين شدة الأمواج وهدوئها، نتلاعب بين قوتها وانسيابها.
أحيانًا، تعلو أمواج وجودنا بقوة وشراسة، مُلقية بنا على صخور التحديات والشدائد. وتارةً أخرى، تهدأ هذه الأمواج لتتموج برقة وانسجام على سطح البحر العميق. في كلتا الحالتين، تعكس الأمواج ما في أعماق المحيط، كذلك تعكس تجاربنا وعواطفنا ما في أعماق كياننا.
مثلما يتغذى البحر من مياه الأنهار والينابيع، تنمو حياتنا بتراكم المعارف والعلاقات وكما تتبدل الأمواج باستمرار، تتجدد حياتنا وتتطور يومًا بعد يوم.
فلنحتضن هذه الحركية والتغير في وجودنا، ونتقبلها بقلوب منفتحة. فالحياة، كالبحر، جميلة في هدوئها وفي عاصفتها على حد سواء.
نرقص على أمواج الحياة، نتأرجح بين شدتها وهدوئها في ذلك الرقص الدائم، نكتشف عمق وقوة وجودنا، ونتفاعل مع تيارات الزمن وتدفق الأيام.
لنحتفل بهذه الرقصة الحياتية الخالدة، ولنصنع من رحلتنا على أمواج الوجود لوحة جميلة ونابضة بالحياة.
للتواصل مع الكاتبة ahofahsaid111112@