الشكر هو : المجازاة على الإحسان ، والثناء الحسن على من يقدم الخير ، وأجل من يستحق الشكر والثناء على العباد هو الله جل جلاله وعم نواله ؛ لما له من عظيم النعَم والمنن على عباده في الدِّين والدنيا ، وقد أمرنا الله تعالى بشكره على نعمه الجليلة وآلائه العظيمة ، وعدم جحودها ، فقال : ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ ) البقرة/ 152.
وأعظم من قام بهذا الأمر ، فشكر ربَّه ، حتى استحق وصف ” الشاكر ” و ” الشكور ” هم الأنبياء والمرسلون عليهم السلام : قال تعالى : ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِين).
وقال تعالى : ( ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً ) الإسراء:/ 3 وأخبرنا تعالى أن القليل من عباده من قام بشكره عز وجل قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) البقرة/ 172 وهذه بعض الطرق لشكر الله على نعمة؟.
دفع صدقةٍ للفقراء والمحتاجين قُربةً لله الذي أعطاك ووهبك هذه النِّعم، حمد الله وشكره بعد تناول الطعام والشراب بقول الحمد لله الذي أطعمنا وأسقانا من غير حول منا ولا قوة، وقول الحمد لله عقب تمام كل نعمة.
وهكذا نشكر الله على نعمه ومن ذلك، الإخلاص له والإكثار من التسبيح والتحميد والتكبير، ومن الشكر أيضا الثناء باللسان وتكرار النطق بنعم الله والتحدث بها، والثناء على الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن الشكر يكون باللسان والقلب والعمل، وهكذا شكر ما شرع الله من الأقوال يكون باللسان.
فالشكر حقيقته أن تقابل نعم الله بالإيمان به وبرسله، ومحبته عز وجل والاعتراف بإنعامه، وشكره على ذلك بالقول الصالح والثناء الحسن، والمحبة للمنعم وخوفه ورجائه والشوق إليه، والدعوة إلى سبيله والقيام بحقه.
ومن الإيمان بالله ورسله الإيمان بأفضالهم وإمامهم نبينا محمد ﷺ والتمسك بشريعته، ومن أعظم ما يعين على استشعار النعم كثرة التأمل فيها والنظر في حال من هم أقل حالا منك، ففي الحديث: انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم. رواه مسلم والترمذي.
للتواصل مع الكاتبة HananHa00500728@