في اليوم الأخير من المرحلة الأولى من مخيم أطفال القدس بطنجة بالمغرب، قضى المشاركون في دورة “يعقوب المنصور الموحدي” لحظات ممتعة في مدينة الألعاب “منار بارك”، انتقلوا فيها بين أركان اللعب والترفيه، واستقلوا القطارات الطائرة ليطلوا منها على طنجة من الأعالي، في تمرين ظريف ملأ صدور الجميع بالفرح والحبور.
هذا بالضبط هو “هدف هذه التجربة الجميلة التي يرعاها الملك المغربي محمد السادس، كل عام، لفائدة أطفال القدس”، يقول مراد الأشهب، منسق المخيم، قبل أن يضيف “هؤلاء الأطفال لا تسنح لهم مثل هذه الفرصة دائما ليستمتعوا بهذا الشكل الكبير، الذي يظهر على وجوههم”.
في طنجة العالية، قضى أطفال القدس ثمانية أيام، ملؤوا فيها الأمكنة بأصواتهم الشجية مرددين النشيد الوطني للمملكة المغربية مع النشيد الوطني الفلسطيني، ثم رقصوا على ألحان أغنية “أنا دمي فلسطيني” وأنشدوا “نداء الحسن” مع أقرانهم المغاربة بالغابة الدبلوماسية.
استمتع الأطفال برحلتهم إلى برج النعام ومنها إلى فضاءات المدينة القديمة لطنجة، بنفس القدر الذي استمتع فيه الرحالة المغربي ابن بطوطة برحلاته عبر العالم، وخلدها أثرا مكتوبا يتناقله القراء والدارسون جيلا بعد جيل، أما مدينة تطوان فقد أعادت لزائريها المقدسيين صورة دروب مدينتهم وأسواقها العامرة في باب العمود، وباب الخليل، وباب الأسباط، وغيرها.
عند وصول أطفال فلسطين إلى مدينة شفشاون استقبلتهم بألوانها ورونقها وكأنها لوحات نسجتها ريشة فنان انبرى ليسرد للزائرين الصغار أسرار “السيدة الحُرة”، التي احتمت بالجبل لتبني أمجاد المدينة على قيم الحرية والإخلاص للدين وللوطن.
يقول مراد الأشهب:” زرتُ نفس هذه الأمكنة العام الماضي، في دورة المخيم الرابع عشر، وفي كل مرة تنتابني نفس المشاعر بعظمة هذا البلد، وبتاريخه وأمجاده.. وعلى الخصوص هذا الإحساس الذي يتملكنا، صغارا وكبارا، بالحرية وبمعانى المروءة والشهامة وكرم المغاربة”.
بالمشاعر نفسها، عبرت ندى السلايمة، ويوسف صيداوي، وصبح رفيف، وهم من الأطفال المشاركين في المخيم عن تقديرهم للحب الكبير الذي غمره بهم المغاربة في كل المحطات التي زاروها، وقالت أميرة الخطيب مؤطرة في المخيم: “مُمتنون للمغرب وللملك محمد السادس، على هذه المنحة الكريمة، التي ستبقى راسخة في أذهان وعقول أطفال القدس، لا ينسونها أبدا”.
يُذكر أن المرحلة الثانية من الدورة الخامسة عشرة للمخيم الصيفي لفائدة أطفال القدس تستمر إلى غاية 25 اب الجاري بمدينة الرباط، ببرنامج متنوع تتخلله زيارات لعدد من المؤسسات الرسمية، ويتوج بحفل ختامي بفضاء شالة الأثري، تخليدا لعيد الشباب المجيد، بمشاركة أطفال مغاربة من المستفيدين من البرنامج الوطني للتخييم في جهة الرباط سلا القنيطرة.