ان اول شيء يثير انتباه المهتم بقضايا “السلوك المروري العام” في بلادنا هو سيادة “ثقافة الحملة الوطنية الاعلامية الشاملة للتوعية الامنية والمرورية”.. فقد اصبح معتادا بروز بعض حالات التهور السلوكي في القيادة على الطرق العامة بصورة لا تتناسب مع الامكانات المتاحة لسلامة المرور.. كما اكد مجلس الوزراء في آخر جلسة موقرة.. ونجد بعض السائقين هنا جد متهورين، حتى انهم لا يعبأون مطلقاً بوقوع الحوادث المرورية التي تؤدي بعضها الى “الوفاة” او الاصابة البليغة في الأنفس!!
– فما هي ابعاد “ثقافة السلوك المروري” لمجتمعنا؟!
– ان لهذه الثقافة ابعادا عديدة بما في ذلك رد الفعل الخاص بالمعناة التي يتعرض لها المجتمع من بعض السائقين!!
– فالبعد الأول: “على رأي محمد بوبكري” هو استضمار بعض السائقين لادوار سلبية لا يحويها نص “قانون المرور” مطلقاً، ولكنها تنشأ من “ثقافة العنف القيادي” لبعض السائقين، باعتبارهم شخوصا سلبيين في الأخذ بقوانين المرور وانظمته.. وباعتبارهم متهورين وذي سلوك” اعتدائي لا مسؤول”!!
– ورغم قضاء سنوات في نقل “الثقافة المرورية” للسائق، مما يطبع اغلبها الكلام الجاد والحازم تجاهه!! أصبح اغلب السائقين لا يشاركون في تلقي “الثقافة المرورية” والتفاعل معها رغم تحديد القواعد التي لا بد من اتباعها للحفاظ على الأرواح والأموال!!
– وتبدأ “المعناة”.. في منأى عن سرد ما يجب على الدماغ تخزينه في الذاكرة والتذكر والذكرى.
– ان بعض هؤلاء السائقين سلبيين تماما.. فهم لا يكترثون ابدا “للكوارث المرورية” ولا يهتمون ابدا بما تضمنته لهم “التربية المرورية” وثقافتها” من صدق التعلم والتوقع وانتهاج السلامة!! المتولدة عنها.. كما انهم لا ينتظرون من “التربية المرورية وثقافتها” توفرها على امكانات السلامة لهم وللآخرين ان هم انصاعوا لها مخاطبة للظروف وواقعية حياتهم!!
– وما يحيطون به فقط.. هو طغيان السرعة الجنونية وممارستها على كل مسافة! والمخالفات للانظمة المرورية! مما يحفل به “الشارع المحلي” عند كل اشارة او موقف وبضروب سلوكية متعددة تخالف ولا تعبأ او تكترث!! فتختلف ردود الافعال في “قطع الاشارة!!.. او الوقوف الخاطئ”.. أو عدم صيانة المركبة او عدم نظامية الاوراق المرورية كالرخصة او الاستمارة او الفحص!!
– وما الى ذلك مما يتكرر من مشاهد يومية هنا وهناك نتاجها:
– أ – وفيات بإعداد مهولة في محصلة كل يوم او كل اسبوع او كل شهر أو كل عام.
– ب – ومصابين من المعاقين تطاردهم كوابيس مفزعة لما آلو اليه من حالات مفزعة تضيف هموماً الى حياتهم وحياة ذويهم كل صباح.
– ج – وتلفيات في المال العام جراء تحطم المركبة غامر وقامر بها هؤلاء بحوادث أليمة جارحة للانفس ودافعة للسلوك اللامسؤول!!
وكل ذلك بشكل منطلقاً “للمآسي” الموجعة لنا جميعاً.. والتي انتشرت “كالظاهرة المرضية” المحبطة والتي تزداد نتائجها مع الأيام وعيون “وعي السائقين المتهورين” نائمة!!
ويمكن ان يفيض كيل “السلوك الخاطئ” كجارف سيل!! وكالجنون المروري الذي تحركه انفس مريضة بعدما جاءت دوافع “السياقة” استعلائية على النظام.. لان اخلاقيات القيادة تجردت من مبادئها “الفن.. والذوق.. والاخلاق”.. وما عادت مرعية تتحلى بالقول المأثور.
“هلك “المنبتُ” فلا ارضا قطع.. ولا ظهرا أبقى!” فالعافية السلوكية المرورية تحيل على عقليات صلدة خدشت المحظور دون خوف من الله او حياء من الضمير!!
للتواصل مع الكاتب 056780009