
إن حب الوطن فطرة إنسانية، وعادة سوية، وقيمة شرعية وذكرى اليوم الوطني غالية على نفوس أبناء هذا الوطن الغالي كبيرهم وصغيرهم رجالهم ونساءهم .. وهي الذكرى الرابعة والتسعين. لتوحيد هذه البلاد الغالية والتي تصادف الاول من الميزان في كل عام وتوافق يوم الإثنين 23 سبتمبر (أيلول)هذا العام.
أربعة وتسعون عامًا حافلة بالإنجازات بهذه الأرض الطيبة، وهي الذكرى الخالدة لتوحيد هذا الكيان الكبير على يد -المغفور له بإذن الله تعالى- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، تحت راية الإسلام (لا إله إلاَّ الله محمد رسول الله)، قد جمع قلوب وعقول أبناء هذه البلاد الغالية على كلمة الحق.
والأوطان حض القرآن الكريم على رعايتها والعناية بها والمحافظة عليها، إذ جعل الله سبحانه وتعالى الحفاظ على الوطن قرين حب النفس والخوف عليها من الهلاك. ولهذا قرن الحق سبحانه بين مشقة قتل النفس والخروج من الوطن امتحاناً للمنافقين، كما جاء في قوله جل وعلا ، في الآية الكريمة (66) من سورة النساء: (و لو أ َّنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم)، ففي الآية الكريمة دليل على صعوبة الخروج من الديار والديار هي الأوطان ، إذ قرنه الله تعالى بقتل النفس لأهميته وحب الوطن ليس جديداً فقد هام الشعراء القدامى بحب الأوطان وتفاخروا بها واعتزوا بأهلها؛ فها هو زهير بن أبي سلمى ينشد منذ (14) قرنًا:
وللأوطان في دم كل حر يد سلفت و دين مستحق وكذلك أبو تمام الذي يقرر أنه لا يوجد في الدنيا أحد أحق بحنينه من داره: كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبد ًا لأول منزل و أحمد شوقي، أمير الشعراء، قد بالغ في حب وطنه، مؤكد ًا أنه لن ينساه ابداً حتى إن كان في جنّة الخلد. بالطبع غاية ما يتمناه كل مسلم في هذه الدنيا، هو أن يحظى برضاء ربه فيدخله الجَّنة،
إ َّلا أن أمير الشعراء يبالغ هنا مبالغة لم يسبقه إليها أحد من فرط حبه لوطنه: وطني، لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي.
فكيف بنا نحن ونحن نعيش في بلد يحتضن افضل البقاع اليه في مكة المكرمة والمدينة المنورة وفيه الكعبة المشرفة قبلة المسلمين وقبر الرسول ومسجده وفي ظل قيادة رشيدة تحكم شرع الله وفي أمن وأمان جزاء الله المؤسس الملك الأمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال فيصل. كل خير ورحمه رحمة واسعة و حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وأميرنا المحبوب سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز ونائبه وحفظ الله بلادنا وطني الغالية السعودية العظمى وكل بلاد المسلمين من كل سوء.
للتواصل مع الكاتب 0504361380