اللواء رأفت يوسف سعدة أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة الذى كان له صولات وجولات فى الحرب رغم صغر سنة حيث تخرج من الكلية الحربية فى نفس العام ، و أبلى بلاء حسنا فى الحرب، مع زملائه، وكرمه الرئيس الراحل أنور السادات بمنحه نوط الواجب العسكري من الدرجة الأولى.
انا لواء أركان حرب رأفت يوسف محمد سعدة سلاح مدرعات الدفعة ٦٤ ا حربية تخرجنا ٥ / ٨ / ٧٣ ١٩ تم توزيعنا على الفرقة الرابعة المدرعة الكتيبة ٢٠٨ بب بدأت التدريب المركز تكتيكي ورماية تكتيكية نهارية وليلة مستمرة ثم بدأنا تجهيز الدبابات واستكمال التجهيزات للحرب وفى يوم ٦ أكتوبر بدأ الصمت ووقف كل التحركات التوجه إلى حوض الدرس على شاطئ القناة الغربي
استلمت المهمة وتتلخص فى التحرك من السفرة إلى جبل جنيفة ثم التوجه إلى منطقة حوض الدرس على شاطئ القناة الغربى واحتل الساتر الترابى المواجه للنقطة القوية ٣٩ وأقوم بتدمير العدو بالاشتراك مع قوات النسق الأول للفرقة ١٩ مشاه ومنع العدو من القيام بالهجمات الضادة على القوات الى تقوم بالعبور للشاطئ الشرقى للقناة وتأمين إنشاء كوبرى عائم رقم ٣٩ ، والساعة الثانية تماما قامت القوات الجوية بالضربة الجوية ، وكانت الطائرات تطير على ارتفاع منخفض وعبرت القناه فى خط واحد “كالمسطرة” ثم بدأت فى القصف المركز على النقاط القوية و أبراج المراقبة، وعلى الاحتياطات فى العمق ومراكز القيادة لمدة عشرة دقائق ثم بدأت فى العودة تدريجيا، وبعد رجوع الطائرات بدأت المدفعية فى التمهيد النيران على طول الجبهة.
منع أي دبابات صهيونية من الاقتراب من الشاطئ وبدأنا الصعود على الساتر الترابى والضرب بشراسة وسرعة وتدمير أي أهداف أمامنا ، ومنعت مع زملائى أى دبابات صهيونية من الاقتراب من الشاطئ، وقمنا بتدميرها وكذا العربات المدرعة، تم تدميرها، وفى هذه الأثناء ساهمت بفاعلية فى تدمير عدد من الدبابات، وبدأت قواتنا بالاستيلاء على كامل الشاطئ الشرقى للقناة وبدأنا انشاء الكوبرى العائم بواسطة سرية المهندسين الى كانت مستعدة الله أكبر تخترق عنان السماء.
واستمرينا فى القتال طوال الليل والمكان يكاد يكون جهنم ،و بدأ العدو يقصف بالمدفعية الثقيلة، و حدث هجوم من العدو على مكان الكوبرى الي “إحنا” متواجدين فيه، لكننا استمرينا بالقتال وكلمة الله أكبر تخترق عنان السماء والروح المعنوية للقوات كانت فى السماء والجميع يعمل بأقصى طاقة ولا يكل ولا يمل ولا يخاف العبور بعد إنشاء الكوبري وقنبلة ألف رطل تسقط خلفنا.
وبدأت القوات المدرعة تعبر بعد إنشاء الكوبرى ،وانا أقوم مع زملائى ،واستمرينا على نفس الوتيره لمدة يوما بالتفصيل بالضرب من فوق الساتر لتأمين القوات التى تقوم بالعبور، وفى ثالث يوم وأنا اقاتل من على الساتر كانت طائرات العدو تهاجم الموقع وقامت طائرة معادية بألقاء قنبلة ألف رطل، و “ربنا ستر” سقطت خلفنا بعشرة أمتار تقريبا ، وعملت حفرة عميقة، وبعد فتره وجدت زميلي عقيد أ.ح عصام زكى ومعه قاس السرية، نزلت فأعطوني مهمة التوجه مع قاس إلى بور توفيق للمساعدة فى تدمير النقطة القوية فى لسان بور توفيق لأنها لم تسقط حتى الآن وكانت هى مهمه ك٤٣ صاعقة المساعدة فى سقوط نقطة قوية للعدو ، والمساعدة فى أسر 36 ضابطا و جنديا من العدو.
و توجهت خلف قاس وكانت المهمة أطلع بدبابتى على الساتر العلوى فى مواجهة مدخل اللسان لقطع الطريق على اى إمداد قتالى دبابات أو عربات مدرعة او إمداد إدارى ، وقمت بالصعود إلى الساتر وبدأت أضرب على النقطه القوية من الجانب الأيسر، ووصلت الدبابات على الشاطى المواجه للنقطة وبدأنا القصف بقوة بمختلف أنواع الذخيرة، وبعد حوالى ٤٥ دقيقة، بدأت النقطة تستسلم ورفع الراية البيضاء ، وقد تم أسر ٣٦ ضابطا وجنديا من النقطة القويه ببور توفيق، والحمد لله ثم اخدت تعليمات بالعودة لموقعك، وتم شكرى على المساعدة فى سقوط النقطة الصواريخ تسقط طائرات العدو كالعصافير.
وعدت إلى الساتر الترابى وبدأت الضرب على مسافات بعيدة لان قواتنا المدرعة عبرت، وبدأت فى التقدم فى العمق بنجاح واستمر العدو بضرب الكوبرى بالمدفعية ، وكان المهندسين يصلحون التالف بسرعة وكفاءة عالية وشجاعة منقطعة النظير بفضل الله ،وكانت طائرات العدو تهاجم من حين لآخر ولكن كانت الصواريخ سام ٢ وسام ٣ من القواعد تسقطها كالعصافير ولا تجرؤ طائرة للعدو على القصف.
القوات تتقدم والعدو يرتد مزعورا و لايستطيع المواجهة وكانت الأمور تسير بيسر وسهولة بتوفيق الله، والقوات تتقدم والعدو يرتد مزعورا ، فالعدو جبان للغاية و غير قادر على المواجهة المباشرة، ولكن يستخدم النيران من بعيد.
وبعد ذلك قررت القيادة السياسية دفع لقاءات مدرعة فى عمق العدو ، وفعلا بدأت اللقاءات المدرعة فى العبور من الكوبرى ليلا
حيث أن العدو لايجيد القتال الليلى، وفعلا اندفعت اللقاءات فى عمق العدو ووقعوا فى كمائن العدو اللى كانت محضره مسبقا ، وجاءت البلاغات بان العدو لديه طائرات عمودية تضرب صواريخ مضادة للدبابات تسمى تو وهى موجهة بالليزر ، قالوا انها وصلت من أمريكا حديثا، و كانت السبب فى خسائر المدرعات.
.نجاح 7 دبابات للعدو فى التسلل وبدأ العدو قصف جوى بطائرات زو الليل الأسود ودى كانت قادرة على الهروب من الصواريخ و هي أيضا امريكية، وفوجئنا أن هناك اشتباكات فى غرب القناه ، و أبلغونا ان هناك ٧ دبابات نجت فى التسلل غربا وهنا أدركت أن هناك ثغرة.
وفى اليوم التالى فوجئت بالمقدم أ محمد قادم من ناحية الكوبرى اللى كان مسؤل عن تأمينه وكان هذا الكوبري فى مواجهة الفرقة ٧ مشاه وجاء بالفصيله الدبابات وقال إن هناك كتيبه دبابات معادية متقدمة وقامت بدفع سرية مدرعة ومعها عربات مدرعة، وبدأنا ندرس الموقف الذى يتلخص أن الكتيبة هدفها دفع السرية المدعمة لتدمير الكباري وفصل الجيش الثالث عن مدينه السويس، وباقى الكتيبة تهجم على مدينة السويس مشاه للهجوم على الكوبرى.
وفعلا أخذنا قرار بالدفاع عن الكوبري، وأبلغت رجالى لن يمر العدو الا على أجسادنا النصر أو الشهادة والجميع كانوا جاهزين بروح عالية وببسالة ، وبدأنا نتحرك إلى اتجاه العدو واحتلينا منطقة دفاعية محكمة.
وقام قائد ف دبابات بالتحرك فى اتجاه الجناين على يساري على أن أقوم أنا بصد السرية المعادية وهو يشتبك معها من جانبها وفعلا بدا العدو بالهجوم وبدأنا بفضل الله الاشتباك بقوة وبدقة الرمى وببسالة نادرة وتم تدمير ٢ دبابة للعدو ،وعربة مدرعة فتوقفت السرية وبدأت فى الإرتداد واستخدام سواتر أرضية وفى تلك الأثناء تواصلت مع الزميل محمد و بدأنا الهجوم و الاشتباكات ولكن وقعنا فى كمين صواريخ مضادة للدبابات، و رغم ذلك واصلنا الضرب بأعلى معدل.
لحظات قاسية ولكن الله سلم فوجئت أننى واقع خلف الدبابة وشعرت بأن قوة خارقة وهى ضغط انفجار صاروخ تو قذفتنى خارج الدبابة دون اى تحكم منى، ووجدت معمر الدبابة يجرى ناحيتي ، ويقع والسائق هرع وقال حضرة الضابط مصاب وكان وجهي يغرقه الدماء ووضعت يدى على وجهي و كانت عينى اليسار غارقه فى الدماء و تبين أن تلك الدماء نتيجه “شظية” أصابت حاجبى الأيسر.
قام طاقم الدبابة الأيمن يهرع إلينا لأخذنا للخلف وكان المعمر لدبابتى كان يجرى ويقع لان رجله اليمنى قطعت، ولم يشعر فكان يقوم ويقع والرامي قطع كف يده ، فيما انسحب العدو للخلف، وعلمنا أن دبابة الزميل محمد تم تدميرها، وانا دبابتى اليسار تم تدميرها، وبقت دبابة واحدة ، وهى دبابتى اليمين ، وطبعا كانوا غسلو ا وجهي، وعرفت ان عينى سليمة ولله الحمد وارتديت إلى موقعي، والعدو انسحب للخلف و تم ارسال الجرحى إلى المستشفى الميداني للعلاج.
وبدأت تجهيز الدبابة للاستعداد لصد العدو لو حاول أن يهجم على الكوبرى ، وقبل الغروب بدا العدو يتقدم بحذر وانتظرت من جانبي لحين دخوله فى مرمى الدبابة المؤثر وقمت بالضرب بدقه مع السرعة وبدأ العدو فى الارتداد بسرعة، ودخل خلف الساتر الترابى على مسافة من واحد ونصف إلى اتنين كيلو مترا.
وكان يوجد فصيلة هاون ٨٢ مم كانت مخصصة للإضاءة للكوبرى، واستخدمتها فى الضرب على العدو خلف الساتر اللى وقف فيه، ولم يتقدم العدو بعد ذلك شبرا واحدا.
أحداث كثيرة حتى انتهاء الحرب العظيمة بالنصر والحمد لله حصلت على نوط الواجب العسكري من الدرجة الأولى من الرئيس الراحل الشهيد محمد أنور السادات.