ما يزال الخير في كرة القدم، ما دام ليونيل كالطير يغني للربيع كل عام، كالمطر يروي جفاف ذائقة العشاق، كنسمة تائهة في ظهيرة يوم صيفي، وكورقة صامدة في وجه الخريف.. ما دامت القاعة تعجّ بعشّاق الفنون، وتطرب لكل لحن عذب ينثره الأرجنتيني في أرضية الملعب.
إنّنا محظوظون لأنّنا كنا جزءا من هذا، ولأننا كنّا ضمن الحاضرين في القاعة وما نزال، نقتات على الجمال في ملاعب كرة القدم منذ سنوات، ولم تضربنا التخمة، بل نحن في أمس الحاجة أكثر من أي وقت مضى، لأن العملة صارت نادرة، وقد نصير على أعتاب صحراء الظمأ.
لحظات الاكتفاء بالجمال الكروي قليلة في عمر عشاق المستديرة، لذلك هم يعدّلون ساعة النوم من أجلها، ويسهرون حتى طلوع الفجر، ويبعثون بقلوبهم عبر القارات وبأعينهم عبر الشاشات.
صباح الخير يا من فاتكم الكثير وستسارعون للبحث عن إعادة تستهلون بها يومكم، تصبحون على خير يا من اقتنصتم لحظات مجانية من الإمتاع الكروي تحسدون عليها.