
في معتَرك الحياة والصراعات الدائرة بين الأشخاص، بين مشاحنات بقذف أو كلمات بذيئة، والتعدي على حقوق الآخرين، وشدّ وجذب، عندما يتعرض الأفراد إلى مواقف مسيئة أو فهم خاطئ لا يُقصَد منه شيئًا، تشعر النفوس بضيق وانكسار وخيبة أمل تجاه بعضهم البعض.
أو يُصاب بصدمة وشعور بالانتقام، وردة فعل محبطة غير متوقعة تجاه الآخر، دون أن يحكم عقله بالتحقق من الأمور، فيتصرف بدون تفكير، وقد يصدر منه أمور غير لائقة فقط لإرضاء نفسه.
((قال تعالى: “وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ”)) تحكُّم وضبط النفس وحمايتها من الوقوع في المحظور الزمام القوي الذي يضبط صمّام النفس وسلوك الإنسان، والتريث وعدم التسرع، وتجنّب سوء الظن تجاه الآخرين، يحميك من الانحدار أو الخوض في صراعات والتطاول على بعض، ويُنقّي النفس داخليًا من الزلات أو الوقوع في أمور لا تُحمَد عقباها.
حروب بين أفراد ودُوَل كان الغضب أحد الأسباب في هلاكهم، والعجلة التي طحنت الأخضر واليابس بتدمير الشعوب، وتفكّك الروابط المجتمعية والفردية في الماضي والحاضر، عندما يغيب العاقل عن الحكمة والصواب، يفقد الإنسان التحكم بنفسه في موازنة الأمور.
فالقرارات المتسرعة، والظنّ السيئ بين الأطراف المتنازعة، والاندفاعية المبنية على الشكوك بالآخر، يتحكم فيها الغضب قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾ تكون النتيجة عكسية وغير مرضية للجميع.
المعارك الدائرة بين الشعوب في حاضرها وماضيها كانت نتيجة خلافات ومنازعات بين الأفراد، وتغييب العقل في اتخاذ القرار السليم لتجنّب التوسّع أو الإفراط بين المتنازعين.
فمعارك داحس والغبراء، والانبطورات، وغيرهم إلى عصرنا الحاضر، طحنت أرواح الكثير من الأبرياء، وهدمت إمبراطوريات عظيمة التمسّك بالقرارات الخاطئة دليل على الضعف وعدم الإدراك بين الأطراف المتنازعة، فالمكابرة في الخطأ تصبح مدمّرة للشخص نفسه قبل الآخرين.
التريّث في الأمور يحقن الدماء ويحافظ على استقرارها.
للتواصل مع الكاتبة k.sm30@hotmail.com