
عودنا الكاتب والأديب الكويتي الأستاذ فيصل خزيم العنزى الأمين العام للاتحاد الكشفي للبرلمانيين الغوص فى الفن والادب والرواية القصيرة وتحليل بعض المواقف الفنية اليوم يأخذ القارئ الى عالم الجاسوسية ويتحدث عن أھم جواسيس اسرائيل كما جاء بعنوان مقال اليوم فيقول.
إيلي كوهين أو كامل أمين ثابت هذا الجاسوس أعطته اسرائيل ممثلة بجهاز مخابراتها الموساد أهمية قصوى و جعلته اسطورة من أساطير البطولة الخارقة و الذكاء العبقري كل هذا لكي تُغطي على فشلها عندما اكتشفته المخابرات السورية وكانت صفعة عنيفة لإسرائيل و جهاز مخابراتها في شهر يناير عام 65 و بعد محاكمه شهيرة حكم القضاء السوري بإعدامه ونفذ حكم الإعدام في 18 مايو 65 !
بدايته : ولد في الاسكندرية من عائلة يهودية كان متحمساً للأفكار و المبادئ الصهيونية التحق بمنظمة الشباب اليهودي سافر إلى اسرائيل عام 57 بعد سنتين تزوج من يهودية أصولها عراقية من بغداد بعدها تم تجنيده من قبل الموساد على أن يكون جاسوساً في القاهرة و تم تعديل الخطة ليكون في دمشق في البداية ذهب إلى الأرجنتين رتب له الموساد قصة ملفقة يبدو بها سورياً مسلماً يحمل اسم كامل أمين ثابت !
في بداية 62 انتقل إلى دمشق كمواطن سوري مهاجر إلى الأرجنتين و عاد إلى الوطن ! كوّن علاقات مع صغار الضباط و صحافي مغمور اسمه جورج سيف ! لم يعطي أخباراً مهمة سوى استقالات في حزب البعث و القيادة القُطرية وكان يذيعها راديو اسرائيل قبل الاذاعة السورية مما لفت انتباه المخابرات السورية وهذا غباء من الموساد !!
نهايته : كان يسكن قريباً من السفارة الهندية و العاملين بالاتصالات بالسفارة الهندية رصدوا إشارات لاسلكية تشوش على إشارات السفارة وتم إبلاغ جهاز المخابرات السوري ورصدت المخابرات السورية بالفعل هذه الإشارات الغريبة و لكن لم تستطع تحديد المكان بالضبط !
ابلغوا الرئيس أمين الحافظ بالأمر و ان هناك نقص في الأجهزة فطلب الرئيس أمين الحافظ من السوفيت بتزويده بهذه الأجهزة و التي تُسمى إرشاديات وهي أجهزة تنصت وتعقب دقيقة سوفيتية الصنع ! بعد استلام المخابرات السورية لهذه الأجهزة تم الاستدلال على هذه الإشارات اللاسلكية الغريبة و تبين انها شقة كامل أمين ثابت و تم اقتحامها و قبضوا عليه متلبساً في يناير 65 و أُعدم في 18 مايو من نفس العام بعد أن أحضروا له حاخام يهودي ليكتب وصيّته.
حقائق :
-فشل الموساد في هذه العملية المتهورة !
-اتهمت زوجة كوهين الموساد بالتسبب بإعدامه على يد السلطات السورية وحملتهم المسئولية الكاملة !
-كل ما قيل انه زوّد اسرائيل بمعلومات عن الجيش السوري أدت إلى سقوط الجولان غير صحيح لأن الجولان لم تسقط بعد القبض عليه مباشرةً بل بعد سنتين ونصف من القبض عليه تغيّرت فيها قيادات وخطط كثيرة !
-تصويرهم بفساد المجتمع السوري افتراء وهراء ولا أحد شاهد زوجة الرئيس و المجتمع السوري بل العربي بشكل عام محافظ ومغلق بتلك الفترة
-المسلسل المعروض على قناة نتفليكس ملئ بالكذب والدجل وواضح انه مدفوع من قبل الصهيونية العالمية لتجميل صورة المجتمع الاسرائيلي وتصويره انه مسالم ومفترى عليه و تشويه صورة المجتمع العربي السوري.
-لم يعرض عليه مطلقاً أي منصب في سوريا كما أدعت الموساد بعد ذلك !!
-لم يلتقي الرئيس أمين الحافظ مع كوهين إلا بعد القبض عليه وذلك عند حضوره اثناء التحقيق معه!
في النهاية من أفشل عمليات المخابرات العالمية عملية إيلي كوهين !
في حب دمشق يقول نزار :
فرشتُ فوقَ ثراكِ الطاهـرِ الهُدُبَـا
فيا دمشـقُ … لماذا نبـدأ العتبـا ؟
حبيبتي أنـتِ … فاستلقي كأغنيـةٍ
على ذراعي، ولا تستوضحي السببا
أنتِ النساءُ جميعاً .. ما من امـرأةٍ
أحببتُ بعدك ..ِ إلا خلتُها كـذبا
يا شامُ، إنَّ جراحي لا ضفافَ لها
فمَسِّحي عن جبيني الحزنَ والتعبا
وأرجعيني إلى أسـوارِ مدرسـتي
وأرجعيني الحبرَ والطبشورَ والكتبا
أتيتُ من رحمِ الأحزانِ … يا وطني
أقبّلُ الأرضَ والأبـوابَ والشُّـهبا
حُبّي هـنا .. وحبيباتي وُلِـدنَ هـنا
فمَـن يعيـدُ ليَ العُمرَ الذي ذهبا ؟
يا ابنَ الوليـدِ.. ألا سيـفٌ تؤجّرهُ
فكلُّ أسيافنا قد أصبحـت خشـبا !
دمشـقُ، يا كنزَ أحلامي ومروحتي
أشكو العروبةَ أم أشكو لكِ العربا؟