
من الملاحظ في بعض القطاعات الخدمية المهمة قيام مسؤوليها بتعيين مدراء أعلامها أو ما يسمى اليوم بالتواصل المؤسسي أو المتحدثين الرسميين من موظفين غير مؤهلين في الإعلام لا تخصصا ولا خبرة فمثلا يتم تعيين مهندسا فنيا في هذه المناصب وهي بعيدة كل البعد عن العمل الإعلامي فهناك فرقا شاسعا بين الهندسة والإعلام.
ومن المواقف الطريفة والعجيبة يذكر لي أحدهم أن مسؤولا بمنصب مدير عام في إحدى الجهات عرض عليه مدير إدارة الإعلام في جهته ملفا يحمل مشروع إصدار مجلة شهرية للمنشاة قبل 20 عاما ومدير العلاقات العامة هذا رجل صحافيا متخصصا في الإعلام وقضى أكثر من 35 سنة محررا متعاونا مع الصحف المحلية ولكن فوجئ أن المدير العام يوافق على إصدار المجلة ولكنه أسند أمر الإصدار لا أحد المهندسين الفنيين تخصص هندس مبكا نيكيه بإعتبار أن بينهما صلة قرابة حيث طغت المحسوبية على تخصص و خبرة مدير إعلام الجهة والمتخصص في الإعلام وصاحب الخبرة الصحفية.
وهنا إعترض مدير العلاقات العامة على أن يتولى هذا المهندس الفني أمور إصدار المجلة ولكن المدير العام أصر على رأيه وهنا إنسحب مدير العلاقات عن المشاركة في إصدار المجلة ولكن المهندس ظل أكثر من عام وهو لم يستطبع البدء في عملية الإصدار ورضخ المدير العام وطلب من مدير العلاقات إصدارها وفعلا أصدرها خلال 15 يوما فقط.
وهنا يتضح جليا مدى أهمية التخصص والخبرة في إنجاز الأعمال وأن لكل تخصص رجالة الذين يبدعون فيه فالفني لا يمكن أن يكون إعلاميا وكذلك الإعلامي لا يمكن أن يكون مهندسا فليت القائمون على منشآتنا الخدمية أن يعوا ذلك ويبتعدون عن المحسوبية ويضعون الموظف المناسب في المكان المناسب له وتخصصه وخبرته.
هذا والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
للتواصل مع الكاتب ٠٥٠٥٥١٧٨٧٣