
(أقوى لجوءٍ إنساني عرفه التاريخ…)
لما عاد النبي ﷺ من غار حراء، وقد زُلزل قلبه اللقاء الأول مع الوحي، لم يبحث عن سند من زعماء مكة، ولا عن حكماء قريش بل طرق بابها طرق باب خديجة رضي الله عنها… المرأة التي كانت وطنًا قبل أن يُبعث رسولًا.
احتوته بنظرة، ثم بكلمة، ثم بإيمانٍ لا يتزعزع قالت له: “كلا، أبشر، فو الله لا يُخزيك الله أبدًا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتُعين على نوائب الحق.”
في لحظةٍ واحدة، قدّمت خديجة نموذجًا فريدًا للمرأة: زوجةً، وسندًا، ومؤمنةً برسالةٍ قبل أن تُعلن لم يكن هذا مجرد لجوءٍ نفسي
كان لجوءًا إنسانيًّا، اجتماعيًّا، وسياسيًّا من الطراز الأول.
من نبيٍّ إلى امرأةٍ ليست ككلّ النساء هذا الكلام، وهذه المقدّمة الطويلة، تؤكد أن شقائق الرجال هنّ النساء هنّ بداية كلّ خير، ومجلس شورى، ومجلس رأي، وسندٌ ودعمٌ للرجل في أصعب الأوقات.
وأستغرب ممّن يشتمهن، ويضربهن، ويهاجمهن لأسباب تافهة أو بدون سبب!
هؤلاء هنّ نصف المجتمع، وهنّ من ربَّين، وصقَلن، وعلّمن النصف الآخر.
للتواصل مع الكاتب 0505300081