
الأسوياء قلّة.
-أولى خطوات حلّ أي مشكلة، سواء كانت فردية أو جماعية، هي الاعتراف بوجودها. فكيف تحل مشكلة لا تعترف أصلاً بوجودها؟
-ومن أولى الاعترافات التي يجب أن نُقِرّ بها بوضوح، هي أن العقلاء الأسوياء قلّة قلّة بجانب مهابيل التواصل الاجتماعي وقلّة بجانب مَن يتفاخرون بـ”المهايطة” وقلّة بجانب طالبي الشهرة الذين لا يملكون مقوماتها وقلّة بجانب مَن يتاجرون بالحيوانات بأرقام تفوق قيمة الإنسان ذاته – وأقصد هنا قيمة الإنسان بمقياس الدية الشرعية.
-المشكلة الكبرى أن هؤلاء “المهابيل” كُثُر، وفي ازدياد، ومن يتابعهم ويصفق لهم أكثر وأشدّ! أما العقلاء، والمثقفون، وأهل الفكر، فإمّا أن يلزموا بيوتهم، أو يصمتوا، أو يشاركوا المجتمع على استحياء؛ خوفًا من كلمة طائشة من تلك الكثرة الصاخبة.
-ورغم هذا الضجيج، إلا أننا لا ننكر وجود قِلّة من الأسوياء: أولئك الذين سكوتهم حكمة، وحديثهم قِمّة. لكنهم – كما قلت – قِلّة.
-ومن المواقف الصادمة التي رأيتها في أحد حفلات اليوم الوطني، أن رجلًا كنّا نحسبه من العقلاء – يحمل أو يدّعي حمل شهادة الدكتوراه، ومُكلف بتنظيم حفل كبير – قال لأحد الدكاترة الجامعيين المعروفين بعلمه وأدبه والذي جاء للحفل بدون مشلح (بِشت): “الصف الأول فقط لأصحاب البشوت!”بالله عليكم، هل هذا تصرف يليق بـ” دكتور”؟
-إذا كنا نلوم مهابيل السوشال ميديا، فبماذا نصف هذا “الدكتور المتغطرس”؟ وهل أصبحت قيمة الرجال ببشوتهم، لا بعقولهم، ولا بعلمهم، ولا بمكانتهم الاجتماعية؟
-في هذا الواقع، الشق أصبح أكبر من الرقعة وإما أن تعيش وتتقبّل هذا الوضع المزرى، أو تلزم بيتك، وتستعيذ بالله من زمنٍ يُكرَّم فيه القشور وتُهمَّش فيه العقول.
وقفه.
إحترامي للحرامي
صاحب المجد العصامي
صبر مع حنكة وحيطة
وابتدا بسرقة بسيطة
وبعدها سرقة بسيطة
وبعدها تَعدى محيطه
وصار في الصف الأمامي
احترامي للحرامي !
للتواصل مع الكاتب 0505300081