
خرج التكفيري الجلد الخارجي المارق وجدي غنيم – وليس كعادة الخوارج الأولين في صدقهم – يفتري على الشيخ العلامة الفقيه د. صالح بن عبدالله الفوزان – حفظه الرحيم الرحمن -، ليتهمه بأنه يعبد الناس لولاة الأمور، ويعاونهم على ظلم العلماء وسجنهم، ويدعو الناس لطاعتهم طاعة مطلقة.
وكل منصف وعاقل يعلم كذب الرجل وبهتانه وافتراءه، فلم يدع أحد من علماء أهل السنة والجماعة ومنهم الشيخ صالح الفوزان لطاعة ولاة الأمر طاعة مطلقة حتى في المعصية، ولم يعنهم على ظلمهم وسجنهم للعلماء كما زعم هذا الأفاك الخارجي المارق، وأما كونه يعبد الناس لولاة الأمور فهذا كذب وتجاوز في الألفاظ والأحكام، فهو يدعوهم لطاعتهم في المعروف، طاعة الحاكم المسلم في المعروف، ولا يطيعه في المعصية، ولا يخرج إلا بشروط، منها: أن يكون ما يفعله الحاكم كفرا ظاهرا بينا، لا يختلف فيه اثنان، وأن يكون قادرا على الخروج، وألا تترتب عليه مفسدة أعظم.
وأما دعواه بأن علماء السلف خرجوا على ولاة الأمر بإطلاق، هذا كذب، فالمستقر من مذهب أهل السنة والجماعة عدم الخروج إلا بتوفر الشروط السابقة، لأن الخروج غالبا لا يجلب إلا الشر المستطير، والفساد العريض، والله المستعان.
ثم ذكر قصة أبي مسلم الخولاني – ونطق الخولاني ففتح الواو كعادة الجهل عند الخوارج -، وأنه دخل على معاوية رضي الله عنه فقال: السلام عليك أيها الأجير، وأنا أقول: سبحان الله، الذي يحكم آراء الرجال في موضع الدليل سفيه أو جاهل أو مخلط أو ضال، فالله علمنا كيف نقدر للناس أقدارهم، وننزلهم منازلهم، فقال لموسى وهارون عليهما السلام: (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى)، يأمرهما بالقول اللين مع أعتى الطغاة فرعون، لكن للأسف هذا الجهل المركب عند هذا الخارجي المتفنن في النفخ في نيران الثورات، المجتزئ للآيات البينات والدلائل القطعيات، فكأنه يضرب الكتاب ببعضه، وكأنه يعتقد ثم يستدل، بل هذا واقع الرجل، ومصيبة القوم اتكلوا على السيف، فوكلهم الله إلى العجز، لم يختطوا خطة الإصلاح القرآني، ولم ينتهجوا النهج المحمدي، فضلوا وأضلوا، وشردوا في البلاد ومزقوا (وما ربك بظلام للعبيد).
نظروا لسيئات الحكام أولا، ثم ضخموها، وافتروا كثيرا، وغفلوا عن نفوسهم والطريقة المثلى للإصلاح، ولم يعملوا القواعد الشرعية الإصلاحية، ولم يقدروا الحكمة والمصلحة، فتاهوا عن سواء السبيل، وضلوا جادة الحق، فتخبطوا في الأهواء (وما ربك بظلام للعبيد).
والتفصيل له مقام آخر، فلقد تهكم بمساحة مفتي المملكة العربية السعودية العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد بن عبداللطيف آل الشيخ لما توفي، واستنكر عليه لماذا لم ينكر علنا إلى آخر هراء هذا الخارجي المارق، الذي فعلا يعيش في الأوهام لا في أرض الواقع، مسكين، كمن يريد أن يبني قصرا، فيهدم مصرا، والحقيقة أن الخوارج منهجهم قائم على التحطيم والهدم، لا البناء والعلم، والواقع خير شاهد، والتاريخ لا يكذب.
للتواصل مع الكاتب Abdurrahmanalaufi@gmail.com