لطالما شعرت بالغرابة في حياتي، وكأنني أعيش على هامش هذا العالم، لا أنتمي إلى مكان، ولا يحتويِني أحد كل شيء من حولي يمضي في اتجاه لا أعرفه، والوجوه التي تعبرني تبدو مألوفة وغريبة في آن واحد، كأنها مرايا لما لا أريد أن أراه أستيقظ أحيانًا وأنا أبحث عن سبب يجعلني أستمر، فلا أجد إلا قلبي ينبض بخفوت، يذكرني أن فيّ حياة لم تكتمل بعد.
كثيرًا ما أحاول الاندماج، أبتسم حين يجب أن أبتسم، وأومئ حين ينتظر مني الآخرون جوابًا، لكن في داخلي صمتًا كثيفًا، يشبه الغبار الذي يتراكم على الأشياء المنسية. أشعر أحيانًا أني غيمة تسير في سماء بلا وجهة، لا تعرف إن كانت ستمطر يومًا أم ستتلاشى في الأفق.
ومع ذلك، ثمة شيء صغير في أعماقي لا يموت – بذرة أمل عنيدة، تقاوم هذا الفراغ، وتذكرني أن الغرابة ليست لعنة، بل طريق خاص لمن يبحث عن نفسه بصدق. ربما لا أنتمي إلى أي مكان الآن، لكنني أدرك أن يوما ما، سأجد البقعة التي تشبه روحي، حيث يصير الغراب انسجامًا، ويصبح الضياع وجهة
للتواصل مع الكاتبة / @reemof22


