الأستاذ – سعود بن جعفر عبد الغني – يرثي الأستاذ – إبراهيم بن حمزة نور رحمه الله وقال – رحل ذلك الرجل الذي كان ضوءً أنار عتمة طريقي، لم يكن مُجرد مُعلم لأبنائي، بل كان أخاً وسندًا ومُوجها لي حينما احتجت لنصيحته، وكان الدافع لي حين ترددت، والمحفّز حين تثاقلت خطواتي.
كنتُ لم أكمل المرحلة المتوسطة، أُصارع ظروفًا قاسية، وأحوال صعبة وأفكر أن أكتفي بما وصلت إليه حينها، نظر إليّ الأستاذ – إبراهيم رحمه الله وقال: “ليلك طويل، لا تطفئ شمعتك الآن.”
كانت كلماته كمن أوقظ العزم في داخلي، فشجعني على إكمال المرحلة المتوسطة، ولم يكن تشجيعًا بالكلام فقط، بل كان دعمًا حقيقيًا، لا يُنسى وكانت ثماره حين حصلت على شهادة تلك المرحلة بتفوق ولله الحمد.
وفي المرحلة الثانوية، كان كلما تعثرت، كان أول من يمد يده. وكأنه يرى فيّ شيئًا لم أره أنا في نفسي! وحين انتهيت منها، ظننت أنني بلغت النهاية، لكنه ابتسم وقال لي: “يا بطل، باقي لك الجامعة، وهناك ستكتمل صورتك.”
وكأن كلماته كانت كالسهم الذي دفعني لإكمال الطريق، وأنا موظفٌ وأبٌ لأبناء، أحمل حلمي في قلبي، وأمضي بتوفيق الله تعالى فأكملتها وتخرجت منها، وكنت من أوائل الخريجين في شُعبتي ولله الحمد.
اليوم، رحل الأستاذ – إبراهيم بن حمزة نور. رحل الجبل الذي استندت عليه بعد الله، والداعم الذي لم يتخلَّ عني يومًا لكنني لا أبكيه فقط، بل أعده أن أكون امتدادًا لروحه، وأهديه كل ما وصلت إليه من تفوق ونجاح ولله الحمد، وما قدمته وأقدمه من أعمال، وأن يجعل كل ما قدمه لي في موازين حسناته وأعماله الصالحة.
نعم مات الرجل الذي دعم مسيرتي، لكن أثره باقٍ وحيّ في كل خطوة أخطوها، وفي كل نجاح أحققه، وفي كل حلم أعيشه، وفاءً واعترافاً بفضل رجل يستحق مني كل الوفاء.
دعواتكم له بالرحمة والمغفرة والفردوس الأعلى من الجنة بإذن الله.

الفقيد


