الشهادات الفخرية.
-في مقالي الماضي تحدثت عن الشهادات المزورة، وأعطيتها حقها من النقد الذي – ولله الحمد- وافقني عليه معظم القرّاء أما اليوم، فسأتناول جانبًا آخر من هذه الظاهرة، وهو الألقاب الفخرية التي تُمنح للبعض، وبخاصة لقب (دكتور) أو (دكتورة).
-منح لقب “دكتور” أو “دكتورة” فخرية من جامعة أو مؤسسة علمية معروفة وموثوقة – حكومية كانت أو خاصة – أمرٌ مقبول ومنطقي ومن حُق له أن يضع هذا اللقب أمام اسمه، بشرط أن يُشير إلى أنه فخري، حتى لا يُفهم على أنه ناتج عن دراسة أكاديمية وهنا لا تكمن المشكلة، فالأمر في هذه الحالة مشروع ومفهوم، ما دام في نطاقه الصحيح والشفاف.
-المصيبة الحقيقية تظهر عندما يمنح بعض الأشخاص أنفسهم هذا المسمى العظيم، دون وجه حق، أو يحصلون عليه من جمعيات وهمية أو علاقات شخصية أو حتى من أحد أفراد العائلة! وللأسف، رأينا – والله يشهد – هذا اللقب المحترم أمام أسماء شخصيات غير محترمة، لم يطلقه عليهم أحد إلا أنفسهم، أو أنفس مريضة تبحث عن وجاهة زائفة.
-لقد أصبحنا لا نعرف الصادق من الكاذب في هذا اللقب، بعدما امتلأت الساحة بمن يزينون أسماءهم بما لا يستحقون فما الجدوى من هذه الخزعبلات؟ إنها لا تخدم إلا كذابًا أشرًا، أو جاهلًا أحمق، أو فارغ علمٍ وأدبٍ يريد أن يُجمّل اسمه كذبًا.
-إن اللقب الفخري قيمة علمية ومعنوية سامية، لا يجوز العبث بها أو التلاعب بمعناها ومن أراد أن يُكرَّم فليستحق التكريم بجهده وعلمه، لا بادعائه – والله أعلم.
للتواصل مع الكاتب 0505300081


