أكد الدكتور – معتوق عبدالله الشريف المستشار الدولي في التنمية المستدامة والتسويق الحديث أن سلوك المستهلك في عمليات الشراء أصبح جزءًا لا يتجزأ من معادلة الصحة العامة والتنمية المستدامة، مشددًا على أن الوعي الاستهلاكي لم يعد خيارًا اقتصاديًا فحسب، بل عاملًا مؤثرًا بشكل مباشر على جودة الحياة وصحة المجتمع.
وأوضح الشريف، بمناسبة اليوم العالمي للتغطية الصحية الشاملة(12 ديسمبر)، أن التسوق غير الواعي، خاصة للمنتجات الغذائية والدوائية والاستهلاكية اليومية، يشكل تهديدًا مباشرًا للصحة العامة، ويؤدي إلى انتشار أمراض ناتجة عن سوء اختيار المنتجات أو الانجراف وراء عروض غير مدروسة، ما يرفع تكلفة الرعاية الصحية ويعيق تحقيق أهداف التغطية الصحية الشاملة التي تؤكد ضرورة حصول كل فرد على خدمات صحية آمنة وفعّالة دون عبء مالي.
وأضاف أن مهارات التسوق الحديث – مثل قراءة الملصقات الغذائية، التحقق من جودة المنتجات، تجنب السلع الرديئة، واستخدام التطبيقات الذكية – تمثل اليوم خط الدفاع الأول للصحة العامة، وتدعم مجموعة من أهداف التنمية المستدامة، أبرزها:
• الهدف (3): ضمان الصحة الجيدة والرفاه عبر اختيارات استهلاكية صحية.
• الهدف (8): دعم الاقتصاد الوطني بتوجيه القوة الشرائية نحو منتجات محلية آمنة وموثوقة.
• الهدف (12): تحقيق الاستهلاك المسؤول وتقليل الهدر الذي يرهق الاقتصاد والبيئة معًا.
• الهدف (13): الحد من الآثار البيئية الناتجة عن الاستهلاك والمنتجات غير المستدامة.
وأكد الشريف أن التحول نحو استهلاك واعٍ يعزز قدرة الأنظمة الصحية على أداء دورها، حيث إن تقليل الأمراض المرتبطة بسوء الاستهلاك يخفف الضغط على المستشفيات وخدمات الرعاية، مما يدعم بشكل مباشر رؤية التغطية الصحية الشاملة.
وأشار إلى أن المملكة تشهد تحولًا كبيرًا في ثقافة الشراء بفضل التطور التقني وانتشار التجارة الإلكترونية، إلا أن هذا التحول يتطلب رفع مستوى الوعي لحماية الأسر من القرارات الشرائية التي قد تمس صحتها واقتصادها واستقرارها.
ودعا الشريف إلى برامج وطنية للتوعية الاستهلاكية الصحية تستهدف الطلاب والأسر، مؤكدًا أن المستهلك اليوم قادر بقراراته على تعزيز صحة المجتمع أو استنزافها، وأن التسوق الواعي أصبح واجبًا وطنيًا لدعم الاقتصاد، وصون البيئة، وتحقيق مستقبل صحي مستدام للأجيال القادمة.


